يستعد أنصار المنتخب الوطني الجزائري، للتوجه الى انغولا من أجل مؤازرة الفريق الوطني في كأس أمم إفريقيا، التي ستنطلق في شهر جانفي من العام القادم، وكذا جنوب افريقيا في جوان المقبل، وقد بدأت تساؤلات هؤلاء المناصرين حول الإجراءات اللازمة من أجل التوجه الى انغولا بمجرد الاحتفال بالتأهل الرسمي لكأس العالم، فكما آزر المناصرون "الخضر" في السودان، يسألون عن التخفيضات التي ستطبق من أجل نقلهم الى أنغولا وما هي التسهيلات التي ستقدم لهم.. وفي ظل الحديث هذه الايام عن الإجراءات التي ستتخذها الجهات المسؤولة لتنظيم تنقل الأنصار، نسي كل هؤلاءأمرا أكثر اهمية من كل اجراءات التنقل، وهو اعلام الأنصار الراغبين في السفر الى أنغولا وحتى جنوب افريقيا، بأنه من الضروري اخذ اللقاحات الواقية من الحمى الصفراء والاستعداد لشراء الدواء اللازم الذي يؤخذ قبل، وأثناء وبعد العودة من افريقيا. وبما أن هذه اللقاحات لا تقدم في جميع المصحات، حيث تبقى محدودة في معهد »باستور« وكذلك مستشفى »القطار«، كان لزاما على المكلفين بتنظيم تنقل الانصار الى أنغولا، اجراء حملة تحسيسية للمناصرين الذين يرغبون في الذهاب إلى هناك، على ان يشرعوا في أخذ هذه اللقاحات قبل موعد السفر، وهذا من أجل تفادي الاكتظاظ الكبير الذي قد يعرفه معهد »باستور« ومستشفى »القطار«، خاصة بعد أن طبقت تخفيضات كبيرة في سعر تذاكر التنقل الى أنغولا.. فجرعة واحدة من هذا التطعيم تمد الشخص بالحماية لمدة عشر سنوات كاملة، ومن الواجب ان يؤخذ اللقاح قبل عشرة أو أربعة عشر يوما قبل السفر الى البلدان الافريقية المعروفة بانتشار بعض الأمراض كالملاريا لتفادي الإصابة بهذا المرض وبالتالي من الواجب على المسافرين إليها أخذ الحيطة والحذر، وتقوم جمعية »أنيس« لمكفاحة السيدا، بحملات تحسيسية ووقائية مع المناصرين المتوجهين سواء الى أنغولا أو جنوب افريقيا، من خلال توزيع محافظ وقائية يجد فيها كل مسافر بعض المستلزمات من الوقيات الجنسية والمطويات التي توعيه بحجم خطورة الإصابة بالسيدا، تعطى له قبل سفره سواء الى أنغولا أو جنوب افريقيا، وهي المبادرة التي تحتاج إلى تعميم.
الحمى الصفراء وحمى المستنقعات أكثر الأمراض انتشارا
وإذا كانت الإصابة بالسيدا أمرا يمكن تفاديه بالامتناع عما يسبب تنقل هذا الفيروس، لكن الحمى الصفراء وحمى المستنقعات لا يمكن تفاديهما سوى بالوقاية منها عبر اللقاح وهذا ما ينطبق كذلك على الملاريا، فالحمى الصفراء حمى يصاحبها نزيف، سخونة، صداع، غثيان وقيء، وهي شائعة في افريقيا السوداء، هذه الحمى يسببها فيروس ينشره نوع معين من البعوض يعيش في المناطق الآهلة بالسكان وحتى في الأماكن التي تتوفر فيها المياه النظيفة، هذه البعوضة تدعى »ايدس موسكيتو«، ويعد البشر والقردة أكثر الفئات المعرضة للإصابة بالحمى الصفراء، والبعوض ينقل الفيروس من والى القرد أو الإنسان او كليهما، فعندما تلدغ البعوضة الإنسان او القرد المصاب بالحمى الصفراء، فإن الفيروس يدخل الدورة الدموية للبعوضة ويسير مع دورتها الدموية قبل الاستقرار في الغدد اللعابية وعندما تصاب البعوضة ثم تلدغ انسانا او قردا آخر، فإن الفيروس يدخل مجرى دم المضيف ويسبب له المرض.. فاللقاح أكثر من ضروري، لأنه لا يسمح لأي شخص لا يحمل معه الدفتر الخاص بهذا اللقاح والذي يعطى بعد ان يتم التطعيم، من ان يخرج من الجزائر للتوجه الى افريقيا أو يدخل الى أي بلد افريقي من دون ان يقدم هذا الدفتر والذي يحتفظ به الشخص الملقح 10 سنوات كاملة، ومن أجل الحد من لدغ البعوض في مثل هذه البلدان، لابد من اتباع بعض الخطوات الواقية من ذلك، وهي تصرفات بسيطة تضاف إلى أخذ اللقاح والدواء، ومنه البقاء بعيدا عن الانشطة الخارجية غير الضرورية قدر الإمكان، خاصة عندما يكون البعوض في فترة نشاطه عند بزوغ الشمس أو وقت الغروب، ارتداء ملابس وقائية، قمصان ذات اكمام طويلة وسروال طويل مع جوارب اذا كان الشخص متواجدا في مناطق ينتشر فيها البعوض، لابد ان تكون غرف الفندق او مكان الإيواء مكيفة وبها واق على الابواب والنوافذ لمنع دخول الناموس، ومن أجل إبعاد البعوض بالمنتجات الطاردة للناموس تستخدم طريقتان، منتجات لا توضع على الجلد وتوضع على الملابس والأحذية والفراش، ومنتجات توضع على الجلد وتباع في الصيدليات. فالسفر إلى إفريقيا فيه خطورة كثيرة وبالتالي، على الراغبين في التوجه الى أنغولا من أجل مؤازرة "الخضر" لتحقيق نتائج إيجابية في كأس افريقيا ومن يريد الذهاب أيضا الى جنوب افريقيا، أن يستعد للسفريتين من كل الجوانب، والأهم، الجانب الصحي، بتوخي الحذر وأخذ الحيطة من أجل تجنب الحمى الصفراء والملاريا وحمى المستنقعات والسيدا وكل الامراض الفتاكة في افريقيا، ولهذا فمن الجميل ان يستعد الجميع للموعد القاري والعالمي، لكن لا بد من اتخاذ اولا كل الإجراءات الوقائية لتفادي العودة من هذه البلدان بالعدوى.