أكد وزير التهيئة العمرانية والبيئة والسياحة السيد شريف رحماني أمس أن موقف إفريقيا تعزز في الجزائر كما تدعم في كوبنهاغن، فيما أعربت مجموعة 77 +1 (الصين) عن "اعتزازها" بالموقف الإفريقي وبالجزائر التي يبقى دورها "حاسما" حسب التصريحات التي أدلى بها أول أمس رئيس المجموعة السوداني إبراهيم ميرغاني ابراهيم. وخلال اجتماع المجموعة الإفريقية للمفاوضين بالندوة ال15 حول التغيرات المناخية بكوبنهاغن المنعقدة تحت إشراف الأممالمتحدة أكد السيد رحماني أنه "تم تعزيز موقف إفريقيا في نوفمبر 2008 خلال اجتماع الجزائر لوزراء البيئة وبعدها بنايروبي وبأديس ابابا (قمة الإتحاد الإفريقي) ويتم تحسينه حاليا بكوبنهاغن". وأضاف الوزير "عقدنا منذ أسبوع جلسات عمل ومحادثات مع رؤساء الوفود وكذا وزراء البيئة سيما من الصين والهند وكذا الهيئات المالية والدولية بهدف تعزيز موقف إفريقيا". كما حث السيد رحماني كلا من نقاط الارتكاز والمفاوضين الأفارقة على "تجديد" موقف إفريقيا في ما يتعلق بتقليص انبعاثات الغاز المسببة للاحتباس الحراري وعلى التمويلات التي على الدول المتقدمة منحها للدول الإفريقية الأكثر معاناة من هذه التغيرات المناخية. وأجمعت المجموعة الإفريقية للمفاوضين أول أمس بكوبنهاغن على موقف إفريقي "جد مهم" يتمثل في مطالبة الدول المتطورة ببذل مجهود "أكثر طموحا ومدروسا" مع عناصر "أكثر ملائمة" فيما يخص التقليص من انبعاثات الغاز المسببة للاحتباس الحراري. وفي مداخلة له خلال اجتماع مجموعة إفريقيا المنعقدة بكوبنهاغن على هامش الدورة ال15 للندوة حول التغيرات المناخية ذكر الجزائري كمال جموي الذي يترأس مجموعة المفاوضين الأفارقة أن إفريقيا قد اقترحت في جوان الفارط على الدول المتطورة التقليص بنسبة 40 بالمائة من انبعاثات الغاز المسببة للاحتباس الحراري في أفق 2020 مقارنة بانبعاثات الغاز المسجلة خلال سنة 1990 (السنة المرجعية للأمم المتحدة) وتقليصها بنسبة 95 بالمائة خلال 2050 وأشار جموي قائلا "يفسر هذا الاقتراح بعدة عناصر علمية ومختلف مقتضيات التنمية الإجتماعية والبيئية". وقال "كل هذا يدفعنا لإيجاد اتفاق بالنسبة للأهداف التقليص من جانب الدول المتطورة للسماح ببقاء السكان الأفارقة" موضحا أن هذا الاتفاق يستند إلى مستوى ارتفاع درجة الحرارة ب5ر1 درجة التي لا يجب تجاوزها خلال سنة 2050. وعلى هامش اجتماع المجموعة الإفريقية للمفاوضين بكوبنهاغن حيث تجري أشغال الندوة حول التغيرات المناخية، صرح السيد إبراهيم لوكالة الأنباء الجزائرية أن "مجموعة 77+ 1 تعتز بإفريقيا ولاسيما بالجزائر التي يبقى دورها حاسما فيما يتعلق بتلاحم موقف القارة بخصوص مسألة التغيرات المناخية". وقال السيد ابراهيم "أهنئ رئيس الجمهورية الجزائرية السيد عبد العزيز بوتفليقة على كل ما يقوم به وفد بلده من أجل إفريقيا بمناسبة هذه المفاوضات بكوبنهاغن". ووجه السيد ابراهيم تهانيه إلى إفريقيا لطرحها "الواضح والمتبصر والعادل" حول المسائل المتعلقة بالمناخ والتصحر وتنمية القارة. وبعد أن أشار إلى أن مجموعة 77 + 1 تتكون من 134 بلد يمثلون 80 بالمائة من سكان العالم طلب السيد إبراهيم من الدول المتقدمة والصناعية احترام التزاماتها في إطار بروتوكول كيوتو واتفاق بالي التقليص من انبعاثات الغاز المتسببة في الاحتباس الحراري والمساعدة المالية والدعم التكنولوجي للدول الأقل تقدما وكذا محاربة الفقر. وفي هذا السياق أبرز السيد ابراهيم أنه لم يتم بلوغ أي من الأهداف التي سطرتها الدول المتقدمة ذاكرا في المقام الأول أهداف الألفية للتنمية التي لم تنفذها أية دولة باستثناء الدول الأسكندينافية. هذا، وتشارك منظمة غير حكومية جزائرية وإيكولوجيون جزائريون شباب ينتمون لمنظمات غير حكومية عالمية بكوبنهاغن لإسماع صوت الجزائر وإفريقيا في الندوة حول التغيرات المناخية التي تجري بالعاصمة الدنمركية(7 -18 ديسمبر).