استجابت جماعة النائب السابق عبد المالك الحوثي الشيعية المتمردة منذ بداية الخريف الماضي في شمال اليمن لدعوة الرئيس علي عبد الله صالح ل"تغليب لغة العقل" لاحتواء الوضع المتوتر في شمال البلاد وأعربت عن استعدادها لمباشرة حوار جاد مع الحكومة المركزية في العاصمة صنعاء. ولكن المتمردين الزيديين ربطوا قبولهم بعرض الرئيس صالح بضرورة وقف الجيش النظامي لعملياته العسكرية التي شرع في شنها على مواقعهم منذ 11 أوت الماضي قبل أن تتوسع رقعتها إلى داخل أراضي المملكة العربية السعودية التي وجدت نفسها طرفا في حرب غير معلنة. وقال محمد عبد السلام المتحدث باسم جماعة الحوثي "اننا اليوم نوافق على عرض رئيس الجمهورية لاستئناف الحوار الذي نعتبره مبادرة ايجابية وخطوة نحو تحقيق السلام واستتباب الأمن والاستقرار في البلاد". ولكن عبد السلام اكد ان جماعته ستعلن عن موافقتها على هذه الشروط عندما توقف السلطات اليمنية نهائيا عملياتها العسكرية التي تشنها في شمال البلاد. وذكر بأن الحوثيين اقترحوا الصيف الماضي وقفا لإطلاق النار يليه حوار مع الحكومة لكن هذه الأخيرة تجاهلت العرض وواصلت عملياتها العسكرية في محافظة صعدة والمناطق المجاورة لها والتي تشكل معقلا للمتمردين الزيديين. وكان الرئيس اليمني وبمناسبة حلول السنة الميلادية الجديدة مد يد المصالحة باتجاه المعارضة الجنوبية وحركة الحوثيين الذين دعاهم إلى تحكيم لغة التعقل ونبذ العنف والجنوح إلى السلم من خلال الاستجابة لشروط الحكومة التي وضعتها سابقا لوقف إطلاق النار. وتتمثل هذه الشروط في وقف أعمال العنف وتحرير المقرات الإدارية التي يسيطر عليها المقاتلون الزيديون واحترام القانون. ويبدو أن جماعة الحوثي التي تخوض حربا طاحنة ضد القوات النظامية منذ 11 أوت الماضي قد تضررت جراء عمليات القصف الجوي والمدفعي للجيش اليمني مما دفعها ذلك إلى قبول عرض الرئيس اليمني بالحوار لتفادي تكبد خسائر أكبر. وكانت الأوضاع في شمال اليمن شهدت في الأشهر الأخيرة تطورات متسارعة بعدما قرر الجيش اليمني شن عملية عسكرية واسعة النطاق ضد المتمردين الزيديين اطلق عليها اسم عملية "الأرض المحروقة" سرعان ما توسعت رقعتها إلى الأراضي السعودية التي دخلت خط المواجهة بعد مقتل ثلاثة من جنودها في الثالث نوفمبر الماضي. ولكن المتحدث باسم جماعة الحوثي أكد أن هذه الأخيرة لم تكن في نيتها مهاجمة الأراضي السعودية والذي حدث أنها تصدت فقط لهجوم سعودي في الأراضي اليمنية. وكان الحوثيون اقترحوا في 23 ديسمبر الماضي الانسحاب من الأرضي السعودية إذا أوقفت الرياض هجماتها.