استمتع جمهور مدينة أم درمان السودانية أمسية يوم الجمعة بحفل فني ضخم أحيته أسماء جزائرية تمثل مختلف الطبوع الفنية الوطنية. ويأتي هذا الحفل بعد ذلك الذي أقيم يوم الخميس بالعاصمة الخرطوم والذي تم نقله مباشرة على القنوات الإذاعية الوطنية والمحطات الجهوية حيث تندرج كلا التظاهرتين في إطار مشاركة الجزائر في الاحتفاليات المخلدة للذكرى ال54 لاستقلال السودان "تعزيزا لأواصر الصداقة والأخوة بين البلدين". وفي كلمة ألقاها بالمناسبة ذكر الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية السيد عبد القادر مساهل أن المشاركة الجزائرية في العيد الوطني للسودان هي "رسالة أخوة ومحبة" بين شعبين "تربطهما الكثير من القواسم المشتركة". أما وزير الإعلام والاتصال السوداني السيد الزهاوي إبراهيم المالك فقد أكد أن حضور الجزائر في هذه الذكرى "يدل بوضوح على عمق الأواصر بين الجزائر والسودان على الرغم من بعد المسافات"، معربا عن أمله في أن تتوطد هذه الرابطة بين البلدين خصوصا بين بلدان الأمة العربية بوجه أعم. وقد شكل هذا الحدث الذي دام أربع ساعات كاملة لوحة كبيرة امتزجت فيها مختلف الألوان الفنية الجزائرية من قناوي وسطايفي وعاصمي بالإضافة إلى الأنواع الشبابية كالراي والراب. فبالمسرح القومي لأم درمان الذي امتلأ عن آخره رقص الحاضرون على الإيقاعات القناوية التي تألق فيها كل من جوباتوري وفرقة قعدة بشار وأرمونيكا . وفي الطابع نفسه قدمت فرقة جماوي أفريكا باقة من أغانيها التي أضفت عليها مسحة من العصرنة والتي حازت على إعجاب الكثيرين. كما اكتشف جمهور أم درمان نجم أغنية الراب لطفي دوبل كانون الذي بادر بمخاطبة الحضور بشعر كتبه باللغة العربية الفصحى ليطرب أهالي أم درمان بعدها بوصلة من أغانيه التي استجابوا لها بترديدهم لكلماتها التي أرفقوها بتصفيقات حارة. وبنفس الحماس استقبل الحاضرون حكيم صالحي الذي أتحفهم بمجموعة من الأغاني الشبابية التي أرفقها وكعادته برقصاته الإيقاعية السريعة. وكان مسك الختام فرقة الباليه الوطني الجزائري التي قدمت باقة مختارة من الرقصات الجزائرية الممثلة لمختلف جهات الوطن عكست تنوع وثراء الفلكلور الجزائري.(المبعوثة الخاصة لواج)