يعيش الجمهور المستغانمي هذه الأيام في رحاب الموروث الثقافي لمنطقة الحضنة، بفضل الأسبوع الثقافي لولاية المسيلة الذي تحتضن فعالياته دار الثقافة "ولد عبد الرحمان كاكي" بمدينة مستغانم. وتشكل هذه التظاهرة الثقافية التي ستتواصل فعالياتها إلى غاية نهاية الأسبوع الجاري، في إطار المهرجان الثقافي المحلي للفنون والثقافات الشعبية، فرصة للجمهور من أجل الاطلاع على ما تزخر به ولاية المسيلة من عادات وتقاليد تضرب جذورها في عمق التاريخ، خصوصا تلك المتعلقة بالفروسية، كونها إحدى المناطق التي تشتهر بتربية الخيول. وبالفعل، يعرف جناح جمعية "فرسان الحضنة" لبلدية لمطارف، إقبالا كبيرا من قبل زوار المعرض المنظم بالمناسبة، حيث أعجبوا باللباس التقليدي الأصيل المميز لفارس المنطقة، وكذا مختلف المعدات ذات الصلة بالفروسية على غرار "السرج" و"الركاب" و"الصدارة" و"الحزام" والبندقية (الزويجة) وغيرها، إلى جانب السكين والسيف "البوسعادي" الشهيرين. كما خصص فضاء للصناعات التقليدية وفي مقدمتها الألبسة المميزة للجهة مثل "غندورة بوسعادي" و"الجلابة" و"البرنوس" للرجال، وكذا اللباس التقليدي الخاص بالنساء منها "نايلة" و"بوسعادة وردي"، بالإضافة إلى عرض المفروشات المحلية كزربية "المعاضيد" المشهورة و"الحمبل" و"الملاحف"، فيما ضم جناح آخر المنتوجات المصنعة بمادة الحلفاء والمستعملة من قبل العائلات المسيلية. ومن جهة أخرى، برمج منظمو هذا الأسبوع الثقافي سهرات فنية في الطابعين الفلكلوري والعصري، من إحياء مجموعة من الفنانين أمثال لشهب سهيلة ودودو عبد المالك وفرقتي عبد الحميد المسلي والأستاذ يلس، إلى جانب أمسيات شعرية من تنشيط عدد من الشعراء الشباب، على أن يكون محبو الفن الرابع على موعد مع عرض مسرحي لفرقة "الرسالة" بعنوان "التماسيح". وللإشارة، ستحتضن بلديات مزغران وسيدي لخضر وعين تادلس، جانبا من الأنشطة الثقافية والفنية المبرمجة وهذا في اطار تنشيط المحيط. كما يحظى الوفد الثقافي لولاية المسيلة برحلات استكشافية وزيارات سياحية باتجاه العديد من المعالم الأثرية والدينية التي تتوفر عليها مستغانم، على غرار ضريح الولي الصالح "سيدي لخضر بن خلوف".(و.أ.ج )