تحتضن عاصمة الحضنة، هذه الايام، فعاليات المهرجان الثقافي المحلي للفنون والثقافات الشعبية لولاية مستغانم، وذلك ببهو المكتبة المركزية لمدينة المسيلة. ويمكّن المعرض الثري والمتنوع المقام بهذه المناسبة الزوار من الاطلاع على تاريخ مدينة مستغانم بدءا من العهد الفينيقي وانتهاء بمرحلة ما بعد الاستقلال، حيث تتضمن كل محطة كما هائلا من المعلومات. وفي هذا السياق أكد بعض زوار المعرض أنه بغض النظر عن عدم درايتهم بتاريخ مستغانم، لأن هذه المسألة تعود للمختصين، ما فتئوا يخلطون في نسب البعض من فنانيها كعبد الرحمان عبد القادر (كاكي) والشيخ حمادة وجيلالي عين تادلس ومعزوز بوعجاج ومحمد خدة إلى مناطق أخرى من الغرب الجزائري على غرار وهران. وأشارت ذات الاصداء الى انه انطلاقا من معطيات المعرض يفهم ان مستغانم تمكنت من الجمع ما بين الفن البدوي ممثلا في منتوج الفنانين جيلالي عين تادلس والشيخ حمادة والشعبي لمعزوز بوعجاج والمسرح ل كاكي وخدة للفن التشكيلي، وهو دلالة على التنوع والثراء الفني النادر الموجود لدى الكثير من المناطق الجزائرية. ولم يقتصر المعرض على إبراز الجانب الفني فحسب بل كذلك تاريخ مستغانم من خلال الوقائع التاريخية التي اختصرها العارضون في مكتبة المسيلة في ومضات قصيرة الحيز، لكنها كبيرة المعنى والدليل على ذلك أن مستغانم عرفت في العهد الفينيقي بمراكزها للملاحة البحرية منها (كيرا) بالقرب من قرية بلعطار ومركز آخر بالقرب من الشعايبية، ما مكّن سكان مستغانم آنذاك من التنقل بين الأقاليم المجاورة وأدى إلى ازدهار حركتها التجارية بشكل لافت جعلها مطمعا للدخلاء والمستعمرين . وتوجد بمستغانم -حسب ما يبرزه المعرض- العديد من الأحياء العتيقة التي تعكس مختلف الحقب التاريخية التي مرت بهذه المدينة وكذا الأضرحة من بينها ضريح الباي مصطفى بوشلاغم وزوجته أول بايات وهران، وهو مصطفى بوشلاغم بن يوسف بن محمد بن إسحاق السمراتي الذي حكم مقر البايلك بوهران عام 1708 للميلاد. وبالإضافة إلى ذلك يوجد بمستغانم ضريح حميد العبد الذي عاش في المدينة في فترة القرن 16 أي سنة 1517 وكان قائدا قويا سمي بالعبد لسواد بشرته. تجدر الإشارة إلى أن الجمهور المسيلي سيكون كذلك على موعد مع نشاط فني يحييه العديد من الفنانين من ضيوف الحضنة.