كشف المدير العام لشركة "ساتيم" المتخصصة في مجال الوساطة والتعاملات البنكية أمس أن شراء تذاكر الخطوط الجوية الجزائرية عبر شبكة الانترنت، سيدخل حيز التنفيذ بداية من شهر فيفري المقبل، على أن تعمم العملية على مؤسسات أخرى على غرار اتصالات الجزائر في وقت لاحق. وأشار السيد الحاج علوان في تصريح للإذاعة الوطنية أن انطلاق عمليات استعمال شبكة الانترنيت للدفع مقابل خدمات المؤسسات الوطنية سيبدأ في فيفري القادم بالجزائر مع شركة الخطوط الجوية الجزائرية، ليعمم بعد أشهر على مؤسسة "اتصالات الجزائر" من أجل تسديد اشتراكات خدمة التدفق العالي للانترنت "أ دي أس أل" على أن تمتد العملية في وقت لاحق إلى مؤسسات أخرى تجري شركة "ساتيم" حاليا مفاوضات معها. وأوضح المتحدث أن تحضيرا لإطلاق هذه التقنية الحديثة للدفع فقد وضعت شركته أرضية مؤمنة تضم معلومات مشفرة ورموز شخصية، معلنا لدى تطرقه إلى مجال التعاملات المالية الدولية بأن شركته وقعت اتفاقية مع بنك التنمية المحلية حول استعمال بطاقة "فيزا" ابتداء من شهر جويلية القادم، وهو المشروع الذي انضم إليه أيضا بنك الجزائر الخارجي. ويتمثل النشاط الرئيسي للشركة الجزائرية للوساطة والتعاملات البنكية "ساتيم" التي تعد فرعا لثمانية بنوك جزائرية، في تطوير وتسيير النظام النقدي ما بين البنوك ومرافقتها في برنامج التنمية والعصرنة، ولا سيما في مجال الدفع باستعمال البطاقة. وتعتبر شركة الخطوط الجوية الجزائرية أولى المؤسسات الوطنية المستفيدة من هذه التكنولوجيا الحديثة التي ستسمح للمسافرين على متن طائراتها بحجز أماكنهم عن طريق شبكة الانترنيت، وقد سبق للرئيس المدير العام للقرض الشعبي الجزائري أن أكد قبل أسابيع أن من ضمن أولى ثمار برنامج العصرنة والتطوير التقني الذي عرفته مؤسسته البنكية، تمكين المسافرين على الخطوط الجوية الجزائرية من الحجز وشراء التذاكر عبر الانترنيت، مشيرا إلى أن هذه التقنية الجديدة ستسمح للجزائر بالدخول إلى عالم التعاملات التجارية عبر الانترنيت وفق الطريقة المعمول بها في الدول المتطورة، كما تساهم في رفع الضغط على وكالات الخطوط الجوية الجزائرية وتسهيل المهمة بالنسبة للزبائن الذين لن يكونوا في حاجة إلى التنقل إلى نقاط البيع والوكالات التجارية، وسيكتفون للقيام بتسديد ثمن التذكرة باستعمال جهاز إعلام آلي موصول بشبكة الانترنيت. وتتزامن عملية بيع تذاكر "الجزائرية" على الشبكة "العنكبوتية" مع قرب استلام الشركة للطائرات الجديدة التي اقتنتها في إطار برنامج التطوير والعصرنة، وتشمل 11 طائرة جديدة منها 4 من نوع "أتي أر"، ستستقدم على دفعات بداية من شهر مارس المقبل وإلى غاية سبتمبر 2010، لينطلق بعدها برنامج استلام 7 طائرات من نوع بوينغ 737-800، من الجيل الجديد حيث ستستلم على دفعات هي الأخرى، على أن يستكمل كل البرنامج نهاية الثلاثي الأول من العام المقبل. وكانت شركة الخطوط الجوية الجزائرية قد وقعت على عقدي شراء هذه الطائرات الجديدة التي ستسمح بضمان مردودية أكبر ومرونة أكثر في نشاط الشركة وستجدد أسطولها وتقلص من معدل عمره إلى 3 سنوات في مطلع ديسمبر الماضي مع الشركتين المصنعتين للنوع المذكور من الطائرات، مع الإشارة إلى أن هذه العملية تعد جزئية من مخطط تطوير الشركة الذي وافقت عليه الحكومة في شهر أكتوبر الماضي وتصل قيمته إلى 100 مليار دينار. كما يشمل هذا المخطط المسطر من قبل المديرية العامة ل"الجزائرية" اقتناء جهازي محاكاة وعصرنة أنظمة التسيير ودعم برامج تكوين الموارد البشرية وتطوير أنظمة الحجز بالمطارات وتوسيع قاعدة الصيانة، علاوة على بناء المقر الجديد للمديرية العامة للشركة وإنشاء أكاديمية جزائرية للتكوين بالشراكة مع شركة طيران دولية متخصصة في الطائرات المتوسطة الحجم.