شكلت مسألة "دور المجتمع المدني في مكافحة الآفات الاجتماعية وتثمين المبادرات المنجزة في هذا الاتجاه"، موضوع لقاء دراسي نظم مؤخرا ببسكرة بمبادرة من جمعية السعادة للرقي الاجتماعي المحلية، بحضور مهتمين بالحماية الاجتماعية وأشخاص فاعلين في إطار المجتمع المدني. وأوضح رئيس ذات الجمعية السيد ياسين الهاشمي بالمناسبة، أن هذا اللقاء يعد فرصة ملائمة لتشخيص واقع المجتمع المحلي وإبراز أهمية الدور الإيجابي الذي يفترض أن يلعبه المجتمع المدني في التصدي لمختلف الأمراض التي تطفو داخل الوسط الاجتماعي، لاسيما لدى شريحة الشباب. وأردف في ذات السياق قائلا " المجتمع المدني بحكم معاشرته اللصيقة لحياة المواطنين اليومية يتمتع بالقدرة الكافية لكبح الظواهر السلبية والتصدي للأخطار المهددة للنسيج الاجتماعي عموما". واعتبر متدخلون آخرون أن المجتمع المحلي يعيش "حالة توازن واستقرار وانسجام ملحوظة على مختلف الأصعدة" لكن دون أن يمنع ذلك من رصد جملة من النقائص التي تمس بصفة مركزة فئات معينة من المراهقين والشباب كالمخدرات والانحراف السلوكي. وحسب مشاركين فإن تعقيدات الحياة المعيشية اليومية نسبيا وحالة الفراغ المزمنة واللامبالاة من جانب الآخرين التي يشعر بها عدد من المراهقين والشباب، تدفع بهم إلى الانغماس في عالم المخدرات واقتراف أعمال مصنفة في خانة السلوك العدائي. وتستوجب هذه الوضعية غير السليمة يقظة من جانب المجتمع المدني والتدخل المبكر لتطويق السلوك السلبي، انطلاقا من عدة خطوات كالإصغاء الجواري للحالة السلبية والسعي لإدماجها مجددا في المسار الصحيح داخل النسيج الاجتماعي، حسب ما أشار إليه بعض المتدخلين. ومن جانبها تسعى مختلف الجمعيات وهياكل المجتمع المدني بولاية غليزان، على اختلاف اهتماماتها، الى المساهمة "بشكل فعال" في مكافحة الآفات الاجتماعية بتحسيس المجتمع وخاصة الشباب، وتقديم المقترحات والحلول لمحاربتها والحد من خطورتها. في هذا الصدد تولي جمعية "آفاق" الثقافية اهتماما بالغا لمكافحة الآفات الاجتماعية مثل المخدرات التي انتشرت بشكل مخيف في المجتمع خلال السنوات الأخيرة. وقد أبرمت هذه الجمعية حسب ممثلها، اتفاقية مع وزارة الشباب والرياضة تخص مكافحة الإدمان على المخدرات "إيمانا منها بأن تحقيق هذا المسعى يتطلب تكاتف الجهود والتنسيق بين مختلف الجهات المعنية". وفي هذا الإطار، نظمت الجمعية التي تضم من بين أعضائها أخصائيين نفسانيين عدة نشاطات وخرجات ميدانية بالتعاون مع الدرك والأمن الوطنيين، وذلك بالمقاهي والأحياء ومختلف الفضاءات، للتحسيس بأخطار المخدرات وما تتركه من آثار مدمرة على صحة الأبدان والعقول وما تفسده من سلوكات تؤدي حتى الى ارتكاب الجرائم . وبولاية غليزان يراهن كثيرا على دور لجان وجمعيات الأحياء في كسب معركة محاربة الآفات الاجتماعية من مخدرات ودعارة وتشرد وغيرها، ولذلك كثف المنسق الولائي للاتحاد الوطني للجمعيات ولجان الأحياء، السيد رحال عبد الله، الجهود خلال السنة المنصرمة، لإنشاء المزيد من اللجان بمختلف أحياء عاصمة الولاية، حيث سمحت العملية بتأسيس 13 لجنة. ولتكثيف دور لجان الأحياء في مكافحة الآفات الاجتماعية والمساعدة على التكفل بانشغالات المواطنين، لا سيما فئة الشباب والمراهقين، أكد ذات المسؤول على أهمية انخراط النخبة المثقفة لما لها من تأثير قوي في الجانب التحسيسي والتوعوي والقدرة على تحليل مسببات الآفات واقتراح الحلول لمعالجتها والتصدي لها.