تعد المنطقة الرطبة صنهاجة الواقعة على مستوى بلدية ابن عزوز، من بين أهم المركبات على المستوى الوطني، وهو الأمر الذي جعلها تصنف ضمن المناطق العالمية طبقا للمادة 21 من اتفاقية رمسار الموقع عليها في سنة 2001. تحتوي هذه المنطقة المتربعة على مساحة تقدر ب 42.100 هكتار وتشمل بلديات ابن عزوز والمرسى وجندل، بالإضافة إلى بلدية برحال التابعة لولاية عنابة، على 09 بحيرات متنوعة تتوزع على مساحة تقدر ب2580 هكتار تمتاز بطابعها البيئي الخاص، مما يجعلها مؤهلة لاستقبال أصناف عديدة من الطيور النادرة والمحمية قانونا، خاصة وأن 234 نوعا من الطيور تعيش بها، منها 145 تعيش في المناطق الرطبة فقط و42 هي في الأصل طيور جد نادرة للغاية، ناهيك عن تواجد أصناف نباتية نادرة لا وجد إلا في المنطقة الرطبة صنهاجة - قرباج، كما تتوفر على مخزون هائل من المياه تعيش بها ثروة سمكية، لكن وعلى الرغم من الأهمية التي تشكلها هذه المنطقة في ما يخص مساهمتها في الحفاظ على التوازن الإيكولوجي، إلا أنّها أضحت مهددة بالزوال لما تتعرض له من اعتداءات تعدت حدود المعقول بفعل السلوكات اللامسؤولة لبعض الأشخاص الناجمة في المقام الأول عن عملية نهب منظمة للثروة الرملية التي تزخر بها من قبل عدد من المرامل العشوائية المنتشرة هنا وهناك، كما جاء في التقرير الأخير للمجلس الشعبي الولائي حول البيئة، فضح بعض المستغلين غير الشرعيين للمرامل الذين بالغوا في عملية نهب الرمل، مما تسبب في نفاد مخزون الثروة المائية السطحية والجوفية، وكذا في حدوث إخلال بالتوازن البيئي و الإيكولوجي الذي يميز المنطقة، مما ساهم في زوال جميع الأنواع النادرة من الطيور المائية المحمية، بسبب جفاف عدد من البحيرات وزوال أيضا عدد من الأنواع النباتية التي لا وجد إلا بمنطقة صنهاجة، والأخطر من ذلك، فإن مساحات من الأراضي الزراعية الفلاحية الموجودة، أضحت مهددة بزحف الرمال عليها بسبب زوال الغطاء النباتي عنها، وأمام هذا الوضع الذي أدى إلى عدم استقرار النظام البيئي وتشويه الوسط الطبيعي، فإن السلطات الولائية بما في ذلك المصالح المختصة، اتخذت منذ فترة جملة من الإجراءات، منها منع الرعي المكثف وغير المراقب على امتداد منطقة صنهاجة مع القيام بعملية تشجير لمساحات منها بأشجار الصنوبر لتثبيت الكثبان الرملية ومنه إنجاز حاجز أخضر داخل الحيز العمراني، إلى جانب تكثيف من المراقبة الجوارية على كامل المنطقة بمساهمة الجهات المختصة، ولا بد أن نشير هنا إلى القرار الذي اتخذه السيد الطاهر مليزي والي الولاية منذ فترة، والمتعلق بتجميد نشاط المرامل الست التابعة لمؤسسات عمومية وخاصة تنشط على مستوى دائرة ابن عزوز و بالضبط في المنطقة الرطبة صنهاجة - قرباج، وهو القرار الذي لقي استحسان سكان المنطقة بما في ذلك الجمعيات التي تنشط في المجال البيئي، وهذا في انتظار تجسيد مشاريع ذات طابع سياحي، وكذا ضبط برنامج عمل خاص مع قسم الفلاحة والبيئة بجامعة سكيكدة لترقية المنطقة وبالتالي الحفاظ عليها.