أعمل على مجموعتين "صرخة جميل" بالعربية و"جرح البلور" الفرنسية لا يستطيع أحد أن ينكر ما حققته زينب الأعوج في مجال الأدب والشعر خاصة، وذلك منذ أول أصدار لها "يا أنت من منا" و"بكرة الشمس"، حيث استطاعت أن تكذّب فكرة سادت عن البعض ممن اعتبروا الجزائر بعيدة كل البعد عن اللسان. العربي، وأثبتت ريادة الجزائري للثقافة العربية. »المساء« إلتقت الأستاذة لعوج، وتوقفت معها عند "مرثية قارئ ببغداد" و"رباعيات نوارة الهبيلة" ومواضيع أخرى. - يقال أن زينب الأعوج تعتمد على ما تحمله اللغة من جمالية في نصوصها الشعرية لكنها لا تظهر في الترجمة؟ * كل لغة لها حمولتها الثقافية، والجمالية وأكيد ان أي ترجمة ستجعل اللغة الأصلية تفقد شيئا من حميميتها، لكن هذا لا يعني أن النصوص المترجمة لا تفي بمكنونات الموضوع. ففي بعض الأحيان نجد أن الترجمة تكون أجمل لأن المترجم يكون لديه حساسية وتمكن من اللغة وعلاقة مع جمالية اللغة وروح اللغة وبالتالي تظهر قوية في الترجمة، مما يزيد في قوة النص وجماله، وهذا مرتبط بقدرة المترجم على نقل النص من لغة إلى لغة. - حدثينا عن "مرثية قارئ ببغداد" التي تم عرضها مؤخرا في "جزيرة المثقفين"؟ * "مرثية قارئ ببغداد" حاولت أن أستغلها كأنها ملحمة أو صرخة للمواطن العربي والمسلم بشكل عام، فهي صرخة ضد الظلم، ضد التعجرف، ضد الديكتاتورية، ضد الحرة، صرخة لفرض الذات صرخة للتسامح، صرخة من أجل كرامة الإنسان وحريته. - هي إذن لغم كبير تفجرت به عدة أفكار لعدة مواضيع من الواقع العربي المعاش؟ * القصيدة من أولها لآخرها هي مواضيع إجتماعية وسياسية وثقافية بحتة مستوحاة من عمق معاناة الوطن العربي خاصة والشعوب المضطهدة عامة. - »مرثية قارئ ببغداد« أيقضت فينا الإحساس بالذنب خاصة تجاه ما يحدث بفلسطين والعراق، فكيف ترى زينب الأعوج واقع العروبة الآن؟ * هي خريطة باهتة بما فيها خريطة الإسلام والعروبة والوطن العربي ككل، لأن فيها الكثير من الزور والبهتان والنفاق والكذب، والمصالح التي جعلت الإنسان كقيمة إنسانية عليها، يهمش ويدمر وبالتالي »مرثية قارئ ببغداد«، هي صرخة مرتبطة بكل هذه الأشياء، والمحرك الأساسي ل»مرثية قارئ ببغداد« كان الظلم ضد فلسطين قبل العراق وبعدها تمادى الظلم بأفغانستان وإفريقيا وباقي الشعوب المضطهدة ف»مرثية قارئ ببغداد« هي نوع من الصرخة لإسترجاع قيمة الإنسان وكرامته وحريته. - »مرثية قارئ ببغداد« هي قراءة في المشهد العربي ولاسيما بعد ما حدث ببغداد وحتى ما جرى ويجري بفلسطين، والأزمة اليوم هي العنوان الأبرز لمن يتأمل في أحوال المجتمعات المعاصرة، ما تعليقك؟ * لنا آفاتنا وأمراضنا المستعصية والمزمنة كما تتمثل أيضا في العجز عن معالجة القضايا المتعلقة بإدارة المعرفة ونماذج التنمية وقضايا الحرية والعدالة... ومن هنا تبدو أزمتنا مضاعفة ومركبة، لأننا أخفقنا في إنجاز مشاريعنا الحضارية، ولا نحسن تشخيص الخلل والعلل. - لو تطرقنا إلى واقع الثقافة بالجزائر بم تعلق السيدة زينب الأعوج؟ * هناك نوع من الإنتكاس لانعدام منابر متعددة للتعبير والنشر، كما انه لا توجد دور نشر متخصصة في الأدب والشعر والقصة والرواية، والموجودة تراهن على بعض الأسماء وتبرزها وتراهن فيها على الربح والخسارة. يوجد أسماء أدبية من جيلي الثمانينيات والتسعينيات ماتزال تنشط على مستوى كتابة القصة والشعر والرواية، وتطمح دوما للأفضل. - ما رأيك في الفضاء الثقافي الذي استضافك والذي يعتبر الوحيد بالجزائر والمسمى »جزيرة المثقفين«؟ * عوّدنا الصديق سيد علي صخري على المفاجآت الجديدة في الميدان الثقافي، فقد حاول صاحبها ان يخلق فضاء ثقافيا آخر هو مكتبة »ألف ورقة«، وحاول في نفس الوقت أن يخلق دار نشر ويعطي فرصة لبعض الأسماء لتبرز على مستوى الكتابة، ليفاجئنا ب»جزيرة المثقفين« الفضاء الجميل الذي اتمنى أن يكون تقليدا جميلا ليس على مستوى العاصمة فقط بل على مستوى كل المدن الجزائرية ويصبح بمثابة التقليد الذي يخلق العلاقات الحميمية بين الكتاب والمبدعين، وكذا الشارع لأن الإنسان البسيط والعادي يأتي ويكشف أصواتا واسماء ويتعامل مع المحيط الثقافي بشكل عادي وبحميمية وبدون حواجز. - وماذا تقترح الأعوج كجديد في الساحة الأدبية؟ * آخر ابتكاراتي الفكرية هو "مرثية قارئ ببغداد" الذي سيصدر قريبا، وأنا أشتغل على مجموعة شعرية أخرى باللغة العربية وضعت لها عنوانا مؤقتا هو »صرخة جميل« الذي لم يصدر بعد، وفي نفس الوقت ستصدر لي مجموعة شعرية بالفرنسية تحمل عنوان" La bléssure du cris tale" "جرح البلور". وذلك إلى جانب »رباعيات نوارة الهبيلة« التي نشرت مؤخرا عن دار الجمل ببيروت وسينشر قريبا عن دار الأدب بالجزائر. - متى تشعر الأستاذة زينب الأعوج بالراحة؟ * عندما أكون مع زوجي وأولادي، كما أشعر بالراحة عندما أكتب. - ومتى تستائين؟ * عندما أحس بالظلم، الكذب أو النفاق.. كل هذه الأمور تتعبني.