استقبل وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي الممثل الخاص الجديد للأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة من أجل الصحراء الغربية ورئيس البعثة الأممية لتنظيم استفتاء في الصحراء الغربية السيد هاني عبد العزيز. وأوضح بيان للوزارة أمس، أن المحادثات بين الجانبين تطرقت إلى المسائل المتعلقة بنشاطات البعثة الأممية لتنظيم استفتاء في الصحراء الغربية وبوقف إطلاق النار بين الطرفين (المغرب وجبهة البوليزاريو) وإجراءات الثقة. ومن بين المسائل الأخرى التي تم التطرق إليها بهذه المناسبة مسألة احترام المعايير الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة" حسب البيان. وذكر السيد مدلسي ضيفه بالإجماع الدولي الذي يمنح لأراضي الصحراء الغربية صفة "إقليم غير مستقل". كما جدد الموقف المبدئي الذي تدافع عنه الجزائر دائما والمتمثل في دعم حق الشعب الصحراوي الثابت في تقرير مصيره وفقا للشرعية الدولية ولقرارات الأممالمتحدة". وكان الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية السيد عبد القادر مساهل جدد أول أمس موقف الجزائر "الجد ثابت" إزاء مسألة الصحراء الغربية والمتمثل في التوصل إلى حل يقوم على الحق "المقدس" و"الثابت" في تقرير مصير الشعب الصحراوي. كما أكد عقب لقائه الممثل الخاص للأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة في الصحراء الغربية ورئيس بعثة الأممالمتحدة من أجل تنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) السيد هاني عبد العزيز أن "الجزائر ستقدم دعمها كما فعلت دائما للأمم المتحدة والمبعوث الشخصي للأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة إلى الصحراء الغربية السيد كريستوفر روس في البحث عن حل قائم على هذا الحق المقدس في تقرير المصير طبقا للشرعية الدولية ولوائح الأممالمتحدة". وأوضح السيد مساهل في تصريح للصحافة أنه يتعين على المينورسو أن تضطلع بدورها من أجل التكفل بجزء كبير من ملف الصحراء الغربية. وذكر الوزير بهذه المناسبة بموقف الأممالمتحدة بخصوص هذه المسألة موضحا أن الحل بين يدي هذه المنظمة وأن أراضي الصحراء الغربية أراض غير مستقلة كما تنص عليه لوائح مجلس الأمن الأممي. وسجل السيد مساهل أن المفاوضات غير الرسمية التي ستعقد يومي 10 و11 فيفري قرب نيويورك بين طرفي النزاع (المغرب وجبهة البوليزاريو) تحت إشراف الأممالمتحدة "تندرج كذلك في إطار تطبيق اللوائح الأممية". وأضاف السيد مساهل يقول "نأمل في أن تحقق هذه المفاوضات تقدما في مجال تطبيق ما تم الاتفاق عليه بين الطرفين في إطار لوائح الأممالمتحدة لاسيما اللائحة الأخيرة 1871 التي تدعو الطرفين المتنازعين إلى العمل في اتجاه التوصل إلى حل لترقية تقرير مصير الشعب الصحراوي". من جانبه أكد السيد هاني عبد العزيز أن زيارته تعد الأولى التي يقوم بها إلى الجزائر منذ بداية عمله كرئيس لبعثة الأممالمتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو). وأضاف يقول "إنني اطلعت على وجهات النظر الصريحة للمسؤولين الجزائريين التي سأقوم بنقلها في أقرب وقت ممكن إلى السيد كريستوفر روس الذي يعد المسؤول الأممي الأول حول مسار المفاوضات بين طرفي النزاع". وعن سؤال حول إمكانية توسيع صلاحيات المينورسو إلى حماية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية أشار السيد هاني عبد العزيز إلى أن بعثة المينورسو "لم تكلف حتى الآن بالتكفل بهذا الجانب ولا تملك إمكانيات من أجل ذلك". كما أوضح أن "هذه المسألة ينبغي أن يقرها مجلس الأمن الدولي" مضيفا أن ذلك إن حصل "فإننا سنولي له الأهمية التي يستحقها وبكل الصراحة المطلوبة". من جانب آخر أكد الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة أنه لمس "استعدادا" لدى طرفي النزاع من أجل التقدم على طريق المفاوضات التي يرتقب أن تجري جولتها المقبلة غير الرسمية خلال الايام المقبلة وذلك من أجل التوصل إلى تسوية نهائية لهذا النزاع "المستمر منذ أكثر من 35 سنة". وتابع يقول "إنه الوقت المناسب للدخول بكل صدق في المفاوضات. كما أن تسوية مسألة الصحراء الغربية ليست سهلة بالنظر إلى أن موقفي الجانبين مختلفان كليا لكن كل شيئ ممكن إذا كانت الإرادة موجودة".