إستقبل رئيس الحكومة السيد عبد العزيز بلخادم، أمس، بالجزائر، الممثل الخاص للأمين العام لأمم المتحدة ورئيس بعثة الأممالمتحدة من أجل تنظيم استفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو) السيد جوليان هارستون الذي يقوم بزيارة إلى الجزائر·وكان السيد هارستن قد أعرب أول أمس، قبيل جلسة عمل مع الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية السيد عبد القادر مساهل، عن أمله في انعقاد جولة ثالثة من المفاوضات بين جبهة البوليزاريو والمغرب خلال "الأسابيع المقبلة"· وأوضح السيد هارستن الذي تعد زيارته الثانية إلى الجزائر منذ ماي المنصرم، أن زيارته تأتي في إطار المحادثات التي يجريها مع البلدان المجاورة حول مسألة الصحراء الغربية، مضيفا أن زيارته تهدف خاصة إلى التحدث حول "المسائل التطبيقية " الخاصة ببعثة الأممالمتحدة من أجل تنظيم استفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو)· ومن جانبه أوضح السيد مساهل، أن هذه الزيارة "تعد فرصة للجانبين لتبادل وجهات نظرهما حول مسألة الصحراء الغربية"، مردفا أنه ينبغي توظيف اللقاء مع هارستن بغية تقييم مختلف البرامج الأممية، منها برنامج الغذاء العالمي والمحافظة السامية للاجئين لفائدة اللاجئين الصحراويين· يذكر أن المغرب وجبهة البوليزاريو قد عقدا في 18 و19 جوان ثم في 10 و11 أوت الفارطين جولتين من المفاوضات لإيجاد حل للنزاع في الصحراء الغربية بمانهاست قرب نيويورك تحت إشراف منظمة الأممالمتحدة· وجاءت هذه المفاوضات المباشرة بين الجانبين استجابة لدعوة من الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون الذي كلفه مجلس الأمن الدولي بإيجاد حل لهذا النزاع الذي يعود إلى 32 سنة خلت· وكان مجلس الأمن قد حدد في لائحته الأخيرة رقم 1783 حول الصحراء الغربية المصادق عليها في31 أكتوبر المنصرم تاريخ 31 جانفي كآخر أجل يقدم فيه الأمين العام للأمم المتحدة تقريراً حول استئناف المفاوضات· وللتذكير فإن الجزائر شاركت في هذه المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليزاريو كطرف ملاحظ، وقد سبق أن أبدت ارتياحها للأجواء التي ميّزتها، من منطلق أنه لأول مرة لم يتم فيها الحديث من الجانب المغربي عن علاقة الجزائر بهذا النزاع مثلما عودنا على ذلك· غير أنه سرعان ما عاد المغرب إلى أسلوبه المماطل بخصوص تسوية النزاع، حيث يبقى يتحمل مسؤولية انسداد الوضع وتأخير انطلاق الجولة الثالثة من هذه المفاوضات مثلما تتهمه بذلك جبهة البوليزاريو، حيث قال السيد محمد خداد منسق الجبهة مع بعثة الأممالمتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو) يوم الخميس، أنه لم يتم حتى الآن تحديد أي تاريخ للجولة الثالثة، بسبب تعنت المغرب· ودعا خداد، المغرب إلى مواجهة الواقع وإدراك أن الحل الوحيد الذي يستجيب للشرعية الدولية هو ذلك الذي يسمح للشعب الصحراوي بالتعبير عن رأيه بكل حرية من خلال استفتاء حر ونزيه· وتهدف المفاوضات بين طرفي النزاع إلى إيجاد حل يكفل تقرير مصير الشعب الصحراوي على غرار بقية الشعوب المستعمرة وتسانده في ذلك الأممالمتحدة ومعظم دول العالم·