دعا المشاركون أول أمس في الملتقى الدولي الخاص بممارسة الشعائر الدينية كحق يكفله الدين والقانون إلى ضرورة احترام المعتقد الديني وتشجيع الاستماع للرأي الآخر، وفق مبادئ منظومة الحريات الدينية في العالم باعتباره شرطا أساسيا لتجسيد فعال لحوار الحضارات والأديان بين الشعوب. وركز الباحثون والمختصون في مجال مقارنة الأديان من الجانب الجزائري في مداخلاتهم خلال أشغال اليوم الثاني والأخير لهذا الملتقى على واقع ممارسة الشعائر الدينية في الجزائر بالنسبة للمسلمين وغير المسلمين وهذا من خلال الجانب القانوني والتشريعي والمتضمن في مختلف النصوص القانونية السابقة إلى غاية أمر 2006 المتعلق بتنظيم ممارسة هذه الشعائر للأجانب غير المسلمين. وفي هذا الإطار ذكر السيد عمر رزقي عن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف مختلف هذه النصوص والقوانين المحددة لكيفية سير الممارسات الدينية في الجزائر كالاتفاقيات المناشدة لحماية حقوق الإنسان، والميثاق العالمي لحقوق الإنسان. وبعد تطرقه إلى ممارسة الدين الإسلامي بالجزائر من خلال قانون الجمعيات والمراسيم التي تمخضت عن ذلك، تناول ممثل الوزارة قواعد ممارسة الشعائر الدينية لغير المسلمين في أربعة محاور متمثلة في الأحكام العامة، أي الإطار العام للنشاط الديني لغير المسلمين، جانب تخصيص البنايات، محور العبادة والحريات العامة، وأخيرا لمحور الخاص بجرائم الصحافة بسجن وتغريم وسائل الإعلام المسيئة للدين الإسلامي أو الديانات الأخرى، كما أشار المحاضر إلى أن جل مواد هذه النصوص تهدف إلى حماية الأقليات الدينية في الجزائر، الحفاظ على النظام العام وليس تقييدا للمعتقد. وفي سياق آخر، ركز الدكتور طيبي غماري أستاذ محاضر بجامعة بسكرة على نظرة الغرب المعادية لاسيما من جانب الطوائف المسيحية والكنائس تجاه ما أسموه بالتجاوزات الخطيرة والانتهاكات الممارسة في الجزائر ضد الحرية الدينية لغير المسلمين، مستدلا بالتقرير الصادر عن الخارجية الأمريكية الذي أبدى قلقه تجاه الأمر 02 / 06 المؤرخ في 2 فيفري 2006 المتعلق بتنظيم الشعائر الدينية، مضيفا أن الجزائر سعت قبل صدور هذا الأمر إلى احترام مبدأ الحرية الدينية للأقليات غير المسلمة، وأن هذا القانون جاء لتنظيم الممارسة ليس أكثر. كما سلط الدكتور طيبي غماري الضوء على واقع ممارسة حرية المعتقد الديني، في الولاياتالمتحدةالأمريكية، التي تواجه فيها مختلف الأطياف الدينية صعوبات كبيرة من بعض الكنائس الإنجيلية، والبروتستانتية، لاسيما في مجالات الفضاءات التربوية، كمحاولة سيطرة المذهب البروتسانتي على المدارس، إضافة إلى التجاوزات القانونية والإعلامية، علما أن تمويل الولاياتالمتحدةالأمريكية للكنائس الإنجيلية الكبرى يصل المليار دولار. ومن جهته أبرز الدكتور حسن خاطر الأمين العام للجبهة الإسلامية المسيحية للدفاع عن القدس والمقدسات بفلسطين الاضطهاد الديني الفادح لكل رموز الدين في المنطقة لاسيما المساجد المتواجدة بالقدس التي هدم منها 1000 مسجد، كان آخرها مساجد غزة في العدوان الأخير، إضافة إلى السطو على مقدسات المسجد الأقصى التي حول 75 بالمائة منها إلى كنائس.