أكدت اللجنة الجزائرية-العمانية المشتركة التي عقدت دورتها الخامسة في العاصمة العمانية مسقط من 21 إلى 24 فيفري عزمها على العمل على توثيق العلاقات بين البلدين في المجالات المختلفة. وأعرب الوزيران السيد مراد مدلسي والسيد يوسف بن علوي بن عبد الله وزير الخارجية العماني بهذه المناسبة عن ارتياحهما للنتائج المحققة والرامية إلى وضع إطار قانوني جديد للعلاقات الثنائية في كافة مجالات النشاط بهدف تعزيز التعاون والمبادلات الاقتصادية بين الجزائر وسلطنة عمان. وأبرز السيدان مدلسي وبن عبد الله التطابق الكبير في وجهات النظر فيما يخص المسائل التي تمت مناقشتها وأكدا على ضرورة تطبيق قيام المسؤولين المعنيين خاصة المتعاملين الاقتصاديين بتنفيذ القرارات المتخذة، لاسيما من خلال إنشاء مجلس أعمال جزائري-عماني- وهو الأمر الذي سبق الاتفاق عليه- والذي من المقرر أن ينعقد في جوان المقبل بمناسبة معرض الجزائر الدولي. وقبل حفل الاختتام، قام الوزيران بتوقيع اتفاق حول النقل البحري ومذكرتين الأولى تخص التبادل في مجال الصحة الحيوانية والنباتية وتتعلق الأخرى بالمعايير والجودة. وأوضح البيان المشترك الصادر في ختام هذه الدورة أن الجانبين أكدا عزمهما على مواصلة دعم مسيرة التعاون بما يحقق الأهداف التي رسمها كل من رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة والسلطان قابوس بن سعيد بالعمل على "توثيق العلاقات بين البلدين في المجالات المختلفة بما يخدم مصالح شعبيهما ويلبي تطلعاتهما للمزيد من التنسيق والتكامل بينهما وبما يعكس رخاء ورفاهية شعبي البلدين" . وذكر المصدر أنه تم خلال الدورة التي ترأسها كل من وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي والوزير العماني المسؤول عن الشؤون الخارجية السيد يوسف بن علوي بن عبد الله التوقيع على اتفاقية النقل البحري والموانئ ومذكرة تفاهم في مجال وكالات الأنباء ومذكرة تفاهم في مجال التقييس والمواصفات وضبط الجودة ومذكرة تفاهم في مجال الزراعة. كما تم التوقيع على محضر اجتماع الدورة الخامسة للجنة المشتركة للتعاون والذي اشتمل على بنود التعاون الثنائي في كافة المجالات. وأفاد البيان أن الجانبين ناقشا من جهة أخرى أهم القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وجاءت وجهات نظرهما "متطابقة" حيالها. وأشاد الطرفان بمسيرة العمل العربي المشترك في إطار ميثاق واتفاقيات جامعة الدول العربية وأعربا عن "ارتياحهما لمستوى التعاون والتنسيق بين البلدين في مختلف المجالات" مؤكدين "أهمية تواصل وتعزيز هذا التعاون" بما يخدم مصالح الشعبين في مختلف المجالات. ولدى استعراضهما لعلاقات التعاون الثنائي عبرا عن "ارتياحهما البالغ للمستوى العالي الذي وصلت إليه تلك العلاقات" وأكدا على المضي قدما في العمل على تعزيز مسيرة التعاون في كافة مجالاته السياسية والاقتصادية والتجارية والصناعية والتنموية وفي المجالات التربوية والتعليمية والإعلامية والثقافية والبيئية والزراعية والسمكية والقوى العاملة والتنمية الاجتماعية وغيرها من المجالات الأخرى و"فتح آفاق جديدة أمامها تحقيقا لتطلعات قيادتيهما وآمال وطموحات شعبيهما". وخلال انعقاد هذه الدورة استقبل وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي من قبل السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، حيث سلمه رسالة خطية من رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة إلى سلطان عمان قابوس بن سعيد. كما استقبل السيد مراد مدلسي من قبل كل من الدكتور يحي بن محفوظ المنذري رئيس مجلس الدولة والسيد أحمد بن عبد النبي مكي وزير الاقتصاد الوطني نائب رئيس مجلس الشؤون المالية وموارد الطاقة والسيد مقبول بن علي سلطان وزير التجارة والصناعة. وكان وزير الشؤون الخارجية قد أجرى أمس بمسقط (سلطنة عمان) محادثات مع السيد مقبول بن علي بن سلطان وزير التجارة والصناعة والسيد أحمد بن عبد النبي مكي وزير الاقتصاد الوطني والمالية لسلطنة عمان. وقد تركزت المحادثات حول تعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية عملا بالقرارات التي اتخذتها اللجنة المشتركة وكذا حول تطوير التبادلات التجارية بين متعاملي البلدين. وتجدر الإشارة إلى أنه سيعقد مجلس أعمال جزائري-عماني في شهر جوان القادم بالجزائر على هامش معرض الجزائر الدولي بهدف تكثيف الروابط واستغلال الطاقات التي يزخر بها البلدان. وقد تحادث السيد مدلسي، أول أمس، بمسقط مع رئيس مجلس الدولة الدكتور يحي بن محفوظ المنديري.