في هذا الحوار الذي خص به موقع "الفيفا" على شبكة الأنترنت، أكد المدرب رابح سعدان أن الأداء الجماعي للمنتخب الوطني تحسن بشكل كبير، وهو الأمر الذي يصنع قوة " الخضر" في مونديال جنوب إفريقيا الذي سيخوضه زملاء زياني دون ضغظ نفسي. مشددا على ان المشاركة في العرس الكروي العالمي يعد بحد ذاته إنجازا كبيرا بالنسبة لفريق شاب ينتظره مستقبل كبير. - على بعد حوالي أربعة أشهر من انطلاق نهائيات مونديال جنوب إفريقيا، ما هو تقييمكم للطريقة التي تتم بها الترتيبات والتحضيرات التنظيمية؟ * سعدان : أعتقد أن كل شيء سيمر على ما يرام. إن استضافة أول كأس عالم في القارة الإفريقية مهمة تضع حكومة جنوب إفريقيا أمام مسؤولية جسيمة، وأعتقد أن السلطات المحلية قد بذلت كل ما بوسعها لتشريف الأفارقة، كما تعمل اللجنة المحلية المنظمة على قدم وساق بالتعاون مع "الفيفا" من أجل ضمان نجاح المنافسة، لست أرى أي داع للقلق. - أهذا يعني أنك تتطلع إلى كأس العالم في المستوى الكبير؟ * بكل تأكيد، أعتقد أننا سنعيش كأس عالم من الطراز الرفيع. أضف إلى ذلك عامل المناخ الذي سيساهم كثيراً في تهيئة الأجواء المثالية لمعاينة مباريات ذات جودة عالية، إذ ستقام المنافسات في فصل الشتاء، مما سيساعد الفرق المشاركة على تقديم أفضل ما لديها. - ما هي برأيك اللحظة الحاسمة التي ساهمت بشكل كبير في تأهلكم إلى العرس الكروي العالمي؟ * عندما فزنا على مصر 3 -1 في البليدة، ثم بعدما انتصرنا على زامبيا في تشيليلابومبوي، كنا حينها نتصدر ترتيب المجموعة برصيد سبع نقاط وبفارق ثلاث خطوات عن المطارد المباشر، حيث شكل ذلك الشهر بالنسبة لي، المنعطف الحقيقي في مسيرة "الخضر" ضمن التصفيات. - وما هو تقييمكم لحظوظ الجزائر في موعد جنوب إفريقيا؟ * سنواجه منتخبات عملاقة بطبيعة الحال، وكما تعرفون، فإن التأهل إلى كأس العالم يُعد بحد ذاته الهدف الأسمى لمنتخبنا الشاب، وهذا يعني أننا سنلعب دون ضغط نفسي أو توتر عصبي، لأننا حققنا هدفنا قبل دخول غمار البطولة، لكن ذلك لن يثنينا عن لعب كل أوراقنا حتى نرفع سقف طموحاتنا ونمضي قدماً في المنافسات بكل هدوء وسكينة. إن ما نسعى إليه هو الاستمتاع بمواجهة أفضل منتخبات العالم، وستكون البداية أمام خصومنا في المجموعة. كما نمني النفس في اللعب باندفاع وحماس حتى الرمق الأخير، بغض النظر عن النتائج النهائية، إذ نعتبر حضورنا في البطولة أمراً رائعاً بحد ذاته. - ماهي الدروس التي استخلصتموها من مشاركتكم في كأس أمم افريقيا؟ * لقد استخلصنا العديد من العبر والدروس خلال الكأس الإفريقية وبعدها، إذ كنت في البداية متخوفاً من انعكاس الطقس والمناخ على مردود اللاعبين، إضافة إلى التأثير السلبي على معنويات الفريق في حال إخفاقنا على المستوى القاري قبل ثلاثة أشهر من التحدي العالمي، لكن الأمور سارت في الاتجاه الذي كنا نأمله، حيث لعبنا أكبر عدد ممكن من المباريات وأمضينا شهراً كاملاً في منافسة رسمية، مما يمثل فرصة كبيرة لإعادة رص صفوف الفريق وتطوير أدائه التكتيكي والفني استعداداً لخوض غمار منافسات كأس العالم. إن حصيلة مشاركتنا في كأس إفريقيا إيجابية للغاية، حيث خرجنا من البطولة بفريق أقوى ومجموعة أمتن. - ما هي الأمور التي تعجبك أكثر في فريقك؟ * لقد تطور أداؤنا الجماعي بشكل كبير، كما أصبحنا نستحوذ على الكرة أكثر من أي وقت مضى، فخلال مرحلة التصفيات، كنا نخوض المباريات تحت ضغط كبير، وكان الأهم هو تحقيق نتيجة إيجابية بغض النظر عن الأسلوب أوالأداء، أما في كأس إفريقيا، فقد تغلبنا على الظروف المناخية وتمكنا من امتلاك الكرة ونقلها بشكل سلس بين مختلف الخطوط، وفضلا عن ذلك، فإننا نجحنا في تنويع نظام لعبنا بشكل ناجع، حيث أقحمنا بعض اللاعبين في مراكز لا تطابق بالضرورة المناصب التي اعتادوا اللعب فيها، خاصة على مستوى خط الهجوم، وهذا أمر غاية في الأهمية بالنسبة لتحضيراتنا قبل دخول غمار كأس العالم، بل وحتى بالنسبة لمستقبل منتخبنا الشاب.