تشهد أهم المشاريع الكبرى بالعاصمة تقدما سريعا في عملية الإنجاز لاسيما تلك المتعلقة بالسكن، غير أن بعضها لا يتماشى وتوصيات رئيس الجمهورية الذي أمر بوقف إنجاز السكنات ذات الغرفتين، وهو ما وقف عنده وانتقده وفد من أعضاء المجلس الشعبي لولاية الجزائر رفقة الأمين العام للولاية الذين قاموا وعلى مدار يومين كاملين بتفقد وزيارة عدد من المشاريع الحيوية نهاية الأسبوع المنصرم. وتعد هذه الزيارة الثالثة من نوعها لأعضاء المجلس الشعبي الولائي لولاية الجزائر الذين ألحوا على الوقوف عند أكبر المشاريع بالعاصمة ومعاينة نسب الإنجاز ونوعيتها، على اعتبار أن المجلس يساهم بميزانية معتبرة في هذه المشاريع، الأمر الذي يتطلب إقحام أعضائه في عمليات المراقبة والوقوف على أهم النقائص لعرضها لاحقا في جلسات المناقشة المفتوحة أثناء الدورات العادية والاستثنائية للمجلس. وسيتطرق أعضاء المجلس خلال الدورة العادية المقررة الأربعاء القادم إلى العديد من النقاط السلبية التي تم تسجيلها خلال هذه الخرجة الميدانية التي دامت يومين، تمكن خلالها الوفد من الوقوف على عدد من النقائص المسجلة لا سيما في مجال السكن، وتحديدا بمشروع إنجاز 800 مسكن اجتماعي إيجاري ببني مسوس، والذي تتكفل بإنجازه مديرية السكن لولاية الجزائر، حيث اكتشف الأعضاء المنتخبون مخالفات واضحة لتعليمات رئيس الجمهورية المتعلقة بالحد من إنجاز السكنات ذات الغرفتين، والتي لا تزيد سوى في استمرار أزمة السكن على عكس مشروع إنجاز 400 مسكن ببلدية أولاد فايت و800 مسكن بخرايسية، والتي تحمل سكناتها جميع معايير الراحة والعصرنة. وتسجل ولاية الجزائر عدة مشاريع سكنية بتعداد 84 ألف وحدة من مختلف الصيغ، تم الشروع فيها منذ بداية السنة الجارية، منها 13 ألف وحدة خاصة بالسكن الاجتماعي و35 ألف وحدة ستوجه للقضاء على السكنات الهشة والفوضوية، بالإضافة إلى أزيد من 18 ألف وحدة خاصة بالسكن التساهمي، وتتكفل دواوين الترقية بإنجاز 41 بالمائة من البرنامج المسطر فيما بلغت مستويات الإنجاز نسبا جد متقدمة. وتعرف بعض المشاريع تأخرا في الإنجاز لاسيما ما تعلق بالثانوية الدولية بالقبة بمحاذاة مدرسة الأساتذة، وهو ما أثار المنتخبين الذين دعوا إلى ضرورة احترام آجال التسليم، في حين ستنطلق قريبا أشغال ترميم عشر ثانويات قديمة بالعاصمة بتكلفة مالية تفوق المليار دج وهي مؤسسات تربوية يعود تاريخ إنجازها إلى العهد الاستعماري. ولم يفوت وفد المجلس الشعبي الولائي فرصة الوقوف على المشاريع الخاصة بالطرقات على غرار مترو الجزائر، الترامواي وعدد من الطرقات والأنفاق، داعين إلى ضرورة الإسراع في إتمام إنجازها لما يعانيه المواطن من صعوبة في التنقل بسبب حالة الاختناق التي تسببت فيها أشغال الإنجاز.