شرعت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية في تحسيس الفلاحين بولايات كل من عين الدفلى، معسكر وسطيف بضرورة الإسراع في معالجة الأراضي الفلاحية بوضع الأسمدة الكيماوية بعد ظهور أولى علامات مرض الميلديو على أوراق منتوج البطاطا، ودعت الغرف الفلاحية إلى السهر على تسهيل عمليات توزيع الأسمدة الضرورية على الفلاحين لحماية المنتوج الوطني، في حين أكد مدير الضبط وتنمية الإنتاج الفلاحي السيد أوصباح عمار أن الجزائر لن تلجأ هذه السنة إلى استيراد البطاطا بعد رفع المساحات المزروعة إلى 10 آلاف هكتار وتوقع إنتاج 90 ألف طن من البطاطا غير الموسمية. بعد الأمطار الغزيرة التي تهاطلت في المدة الأخيرة حذر المعهد الوطني لحماية النباتات من انتشار مرض الميلديو عبر مزروعات البطاطا بعدد من الولايات نظرا للظروف المناخية المواتية لانتشار المرض، من جهتها دعت الغرف الفلاحية لعدد من ولايات الوطن على غرار عين الدفلى، معسكر وسطيف الفلاحين لمعالجة أراضيهم بالأسمدة الكيماوية الضرورية والمتوفرة بالكميات المطلوبة عبر مفتشيات الصحة النباتية وذلك في اقرب الآجال قبل استفحال المرض وسط المنتوج. وحسب تصريح رئيس الغرفة الوطنية للفلاحة لولاية عين الدفلى السيد جلالي الحاج ل "المساء" فقد شرع الفلاحون في تحديد الأراضي التي سيتم معالجتها مباشرة بعد تحسن الظروف الجوية وهي المساحات التي تشهد نموا أوليا لشتلات المنتوج والتي سجلت شبكة المراقبة والانذار لمديرية حماية النباتات على مستواها نموا أوليا لفطريات الميلديو، مشيرا إلى أن الأيام التحسيسية التي نظمتها الغرفة بالتنسيق مع المعهد الوطني لحماية النباتات أعطت ثمارها وأصبح الفلاح اليوم أكثر وعيا من أي وقت مضى حول ضرورة متابعة الإنتاج وتحديد بؤر انتشار مختلف الفيروسات التي تضر بالمنتوج خاصة وأن الأمر يتعلق بهامش الربح بعد أن دعمت الوزارة الإنتاج بمخطط لضبط المنتجات الفلاحية واسعة الاستهلاك وهو ما ساعد الفلاح على إيجاد غرف لتخزين الفائض في الإنتاج بأسعار مدروسة. لكن بعد تساقط الأمطار الأخيرة يقول السيد جلالي لا يمكن الوصول إلى عمق المساحات المزروعة وعليه ينتظر الفلاحون امتصاص الارض للمياه لتسهيل عملية المعالجة التي يجب أن ينتهي منها الفلاح قبل عودة الأمطار الأسبوع القادم، وفي هذا الشأن أشار المتحدث إلى ضرورة توفير وسائل نقل حديثة لمساعدة الفلاح على ولوج الأراضي المزروعة في مثل هذه الظروف، علما أن معالجة انتشار هذا المرض تستوجب المتابعة ورش كل المساحات المزروعة بالمبيدات الحشرية الضرورية. وعن تنسيق الجهود مع مصالح الصحة النباتية والسلطات الولائية، أكد المسؤول أن العمل يتم على قدم وساق من خلال الزيارات الدورية للمفتشين للأراضي الزراعية وعدم اكتفائهم بمراقبة واحدة بل يحاولون دوما التوغل أكثر وسط الأراضي الزراعية لأخذ عدد اكبر من العينات التي يتم مراقبتها بالمعاهد بأحدث الوسائل.