أسدل الستار بولاية سطيف أمس على أشغال الملتقى الوطني حول شخصية الشيخ العلامة الفضيل الورثيلاني بالدعودة إلى استحداث جائزة تحمل اسم هذا الرمز المصلح مع إدراج شخصيته وفكره في مناهج التربية والتعليم. وأجمع المشاركون في هذا اللقاء الذي اختتم مساء أول أمس الأحد واستمر ثلاثة أيام على وجوب ترقية هذا الملتقى إلى المستوى العربي ثم الإسلامي والدولي ودعوة الشباب بالجامعات الجزائرية لدراسة آثار العلماء و"خاصة منهم الشيخ الفضيل الورثيلاني لما قدمه من نضال". ودعت التوصيات إلى جمع محاضرات الملتقى وطبعها وتوزيعها على المؤسسات الثقافية والجامعات للاستفادة منها وعقد ندوات متتالية ومستمرة حول الفكر الورثيلاني والتفكير في محاور الطبعة القادمة من الملتقى والإعلان عنها من أجل معالجتها من طرف المشاركين معالجة علمية دقيقة. ودعا عدد من العلماء والمفكرين إلى إنشاء قناة تلفزيونية ثقافية تعنى بتاريخ الجزائر الثقافي الذي يحقق تواصل الأجيال ويزيل الكثير من الشكوك حول هوية الشعب الجزائري وانتمائه الحضاري. وفي ختام الملتقى أكد مدير الثقافة بسطيف ورئيس الملتقى السيد محمد زتيلي أن الملتقى كان "ناجحا بجميع المقاييس" منوها بالدور الذي تلعبه مثل هذه التظاهرات العلمية والتاريخية في إزاحة الغبار عن شخصيات فذة ناضلت وقدمت الكثير للبلاد والعباد. وبدوره دعا الوزير السابق للشؤون الدينية عبد المجيد أمقران إلى ضرورة إشراك الجامعات الجزائرية والمؤسسات التربوية في مثل هذه التظاهرات والعمل على أن تمس المبادرة الطلبة بالخصوص منهم طلبة التاريخ وأقسام النهائي من أجل الاستفادة وتبليغ رسالة وذاكرة هذا الوطن. وتم على هامش حفل الاختتام عرض أوبرات حول منطقة وثقافة بني ورثيلان المجاهدة صاحبة الشرف والافتخار بالعطاءات الفكرية والثقافية لهذا الرجل الذي كان واحدا من الذين دفعوا ودافعوا بصمود من أجل حماية الهوية والشخصية الوطنية ومواجهة حملات المسخ والتشويه إبان الحقبة الاستعمارية. وكان هذا اللقاء الذي جاء بمبادرة من مديرية الثقافة بالولاية بالتنسيق مع بلدية بني ورثيلان تناول على مدار يومين حياة ومآثر الشيخ الورثيلاني أحد أبرز معالم الصوفية في الجزائر وذلك تحت شعار "بالعلم تستنير الأمة وتنهض".