صلاح الدين مرزوقي شاعر جزائري مقيم بفرنسا، صدر له ديوان شعري تحت عنوان"رسائل الحياة"، وحاليا يحّضر لإصدار مجموعة قصص قصيرة بعنوان "هذا أنا"، يقول عن نفسه: "أنا لست شاعرا أنا اقرأ رسائل الموت والحياة الموشمة على جبين البشر ثم أترجمها إلى قصائد في براءة الأطفال"، حاورت"المساء" هذا الشاعر، فكان هذا الموضوع. - اخترت لديوانك الأول عنوان "رسائل الحياة"، هل تعتقد انك اخترت القصائد التي تمس مختلف جوانب الحياة، أليس من الصعب تجسيد هذا العنوان شعريا؟ * أرى أن الحياة تزاوج بين الحزن والفرح ويجمعهما مخلوق واحد هو الحب وأنا نسخت مجموعة من القصائد قرأتها على جبين البشر، كما أن الإنسان هو لسان الحياة وأنا في هذا السياق أحاول أن أترجم لغة الحياة ولست لسانها. - بدأت مسيرتك الشعرية بنشر الشعر على الانترنت، كيف ترى ذلك، وهل تعتبر أن النشر على الانترنت مفيد للكتاب والشعراء؟ * بدأت اكشف عن وجهي الأدبي في "روم" (صالون للدردشة على النت) يسمى روم "كشكول الوطن العربي الكبير" للأستاذ عدلان (أستاذ أدب جزائري)، وكنا ولا زلنا مجموعة صغيرة من المغرب العربي ومصر وسوريا، فينا الشاعر والقاص والداعية والعلمي والصحفي، هي مجموعة طيبة غايتها الحب والإبداع والتواصل، أما عن قضية نشر النصوص على الانترنت فهي أكيد مفيدة لكنني لا أضمن أن حقوقها محفوظة، أنا شخصيا وجدت أكثر من نص من نصوصي قد نسب إلى غيري. - هل الشعر بالنسبة لصلاح الدين مجرد وسيلة للتعبير عن الخوالج، أم أنه وسيلة لتغيير الأشياء؟ * الحرف قبل السيف، إذن الشعر بالنسبة لي وسيلة للتغيير، فأنا أفضل أن أحمل حرفا بدل أن أحمل سيفا لأن الشاعر الحقيقي كالنبي جاء ليبلغ ويغيّر. - وأين تضع قصائدك، في خانة الشعر الحر أم القصيدة النثرية؟ * الحقيقة أنا بستان تزرع فيه الورود الجميلة وكل وردة تختلف عن أختها لونا ورائحة، أنا أجمع بين الشعر الحر والنثري إلا أنهم يسمونني سيد الشعر النثري. - لماذا لقبت بالشاعر الأخضر؟ * لا أعرف لكن اعتقد أننا نحن العرب نفضل هذا اللون الذي يذكرنا بأشياء نمت معنا، ربما لأن الشعراء عرافون، ربما يذكرنا بالجنة. - متى يمدح صلاح الدين في الشعر؟ ومتى يهجي ومتى يغازل؟ * أهجي كلما رأيت وجهي الأسمر في المرآة وأمدح كلما تذكرت السماء، وأغازل دوما هروبا من نفسي. - للحب مكانة جميلة في أشعار صلاح، فهل يمكن للشاعر أن يتجاهل الحب في أشعاره أم الكتابة عن الحب أمر لا مفر منه بالنسبة له؟ * الحب هو الذي يجعلنا نواصل رحلتنا دون كلل، الحب هو قلب الحياة إذا توقفت فلا يمكنني أن أعجن قصيدة دون أن أغمسها في عطر الحب وإلا كانت بلا رائحة طيبة كما أنه لا يوجد شاعر لا يكتب بحبر الحب وإلا فلا يمكنه أن يكون شاعرا. - تناولت القضية الفلسطينية كذا مرة في أعمالك الأدبية، فهل تريد أن تؤكد على تمسكك بهذا الجرح العربي؟ * لا يمكنني أن أكون شاعرا دون أن ألبس قصائدي ثوبا فلسطينيا، أن تكون شاعرا يعني أن تكون حارسا من حراس القضية ومدافعا شرسا لا يقبل الظلم. - كتبت قصيدة "خاتم سليمان"، ماذا كنت تفعل لو ملكت حقا هذا الخاتم؟ * لو كنت أملك خاتم سليمان ..لغيرت جسد النساء والرجال ..عبث هذه الأنوثة ..لا عطر فيها.. هذا زمن تخنث فيه الرجال ..وسنونوة الحب رحلت ..والحب القيسي صار في خبر كان.. لو كنت أملك خاتم سليمان..لأيقظت أمواتا أحبوا الحياة..وأقبرت أتباع الشيطان. - كلمة الوداع بدورها نالت حقها من قصائدك، فمن يودع صلاح الدين بالضبط؟ * لا ألجأ إلى هذا الباب إلا إذا تكسر شيء بداخلي، هو نوع من الرفض ولكنه ليس هروبا بما أن مهمتي هي التغيير. - ذكرت في حوار أجريته سابقا أن ابنتك الكبرى ضريرة، هل اهتمت بكتابة أشعارك بلغة البراي، خاصة وأن هناك في الجزائر تجربة من هذا النوع للشاعر عبد الرحمن أمالو؟ * الحقيقة لم أفكر في ذلك لكنها فكرة رائعة سأحاول تجسيدها شكرا، كما أحيي الشاعر عبد الرحمن أمالو على هذا الانجاز الرائع. - ولدت بفرنسا وتعيش بها، فهل سبق لك أن كتبت الشعر باللغة الفرنسية؟ * كيف أكتب الشعر بلغة غيري؟ ألا ترين انه لم يبق لنا إلا هذا اللسان يثبت انتماءنا، لا، لم أكتب الشعر باللغة الفرنسية ولن اكتب. - هل تعتبر نفسك من أدباء المهجر، أم أنك معارض لهذا المصطلح؟ * أنا لست أديبا هذا كثير عليّ، لكنني اعتبر نفسي رسول الحرف الجميل هنا ولست مهاجرا لأني أحمل وطني معي. - وماذا عن كتابة الخواطر؟ هل لها اهتمام خاص، ظروف كتابة خاصة، وهل لها علاقة قرابة بالشعر؟ * أرى أن الخاطرة مخلوق أدبي يولد من رحم القصيدة الشعرية هو لا يشبهها ولكنه يكمل مهمتها، قد تولد قصيدة نرجسية يدهشك جمالها لكنها بلا رائحة وهنا يأتي دور الخاطرة فتضيف لها عطرا طيبا. - من هم الشعراء الذين تأثّر بهم صلاح الدين؟ * هم كثر فقد تأثرت بنزار، درويش، خالد أبو حمدية، أدونيس، فلوس لخضر، سليمان جوادي ورجاء الصديق، لكن أريد أن أخبرك بأمر هو أنني اكتشفت في روم "كشكول الوطن العربي" شعراء من الوزن الثقيل وهم جزائريون لكن للأسف صوتهم لا يصل، ومن بين هؤلاء الشاعر الجميل والرائع محمد غلام من الأدريسية والشاعر والقاص علي قوادري من نفس المدينة. - حدثنا عن عملك الأدبي الجديد الذي أنت بصدد تحضيره، ومتى سيعرف النور؟ * لا أعرف بالتحديد متى سيصدر وهو مولود جديد قفزت من خلاله من الشعر إلى القصة القصيرة جدا، أذكر "حلم وظل"، "سفر أبدي"، "قصتي"، "أنا وجدتي بين الجدارين"، "للحرية صوت واحد"، "، "وشم"، "همس في أذن السماء" وغيرها، وأنا الآن أتعلم فن الكتابة انتظروا قصصا الحرف منها يضيء وطنا. - على هامش الشعر، ماذا يفعل صلاح الدين مرزوقي؟ * أحاول أن أكون أبا يقتدى به. - هل يملك صلاح الدين نظرة خاصة عن راهن الشعر الجزائري؟ * أجيب على هذا السؤال بقولي أن الشعراء الجزائريين، اثبتوا جدارتهم في مجال الشعر، وقد اذهب بعيدا وأقول أنهم أحسن شعراء الوطن العربي شعراء يذكرونك بالمتنبي لكن صوتهم لا يصل، أخرجوهم إلى النور، ترون النور، نعم اقرأوا للشاعر العظيم نور الدين جريدي وسترين، ان ما أقوله في غاية الصحة.