يرى أن الفن رسالة قوية لا تعتمد فقط على الإيقاع والأشعار والصوت، وإنما جسر متين للتواصل بين الجيل الواحد والأجيال المختلفة، كما يحمل الروابط الوثيقة بين المجتمعات ومعاني الفن النبيل الذي يفضل أن تكون أصوله تراثية، إنه المطرب القبائلي عبد الرحمان الورثيلاني الذي يؤيد الانطلاقة الفنية الأكاديمية، "المساء" التقته ونقلت لكم هذا الحوار... - ما سر لقب "الورثيلاني"؟ * حقيقة هذا اسمي الفني، لأن اسمي الحقيقي هو شيخ عبد الرحمان، وقد اخترته نسبة إلى منطقة بني ورثيلان التي انحدرت منها وتيمنا بالعلامة الفضيل الورثيلاني. - كيف كانت مسيرتك الفنية؟ * انضممت في سنة 2006 إلى فرقة السندسية بالجزائر العاصمة ويرجع الفضل في انخراطي ضمن هذه الجمعية إلى الفنانة نعيمة الدزيرية وتحت اشراف الأستاذين الشيخ ابراهيم وسيد أحمد العافية، وقد تلقيت دروس الصولفاج والطبوع، علاوة على أني عازف على آلة القيتار، ورغم طول المشوار التعليمي إلاّ أنني أرى أن التعليم المحكم ضرورة لوضع أسس متينة لأي فنان. - لماذا السندسية دون سواها؟ * لأنني أعتبرها مدرسة قوية بكل إطاراتها وموادها التعليمية وسمعتها القوية التي تمتد عبر الأجيال، اذ أعتبرها أم مدارس الفنون، وأغلبية الفنانين مروا منها، فهي معتمدة لتقديم مختلف الطبوع بمستوى عال، وأضرب مثالا بالفنان سليمان عازم فقد كان ابن هذه المدرسة العملاقة. - ما جديدك في الساحة الغنائية؟ * صدر لي مؤخرا ألبوم حمل عنوان "تافرايتو" أي الرسالة الأولى، يضم 6 أغان من النوع العاطفي والاجتماعي أتطرق من خلاله الى المشاكل العاطفية والاجتماعية، علما أن الكلمات والألحان من تأليفي وقام بالتعديل الأستاذ سيد أحمد العافية. - كيف تقيم عملك هذا؟ * بعد ثلاث سنوات من الدراسة الفنية اعتبر هذا العمل بمثابة المولود الفني الخاص بي، كما أنني بصدد التحضير لألبوم آخر وقد انطلقت في كتابة القصائد والأشعار الخاصة به، إلاّ أنني لم أضع اللحن بعد، ومن الممكن أن أقدم أغاني باللغة العربية بصحبة فنانة صاعدة. - ما نوع القضايا التي تتطرق إليها في أعمالك؟ * في الألبوم القادم مثلا، أقدم أغنية تتطرق الى موضوع راتب الزوجة الذي يستحوذ عليه الزوج وتحمل عنوان "إيناس ايناس ايلا زا"، كما أنني أؤمن بالرسالة الفنية لهذا أحرص على أن تحمل أعمالي رسائل هادفة. - في رأيك ما هو المعيار الحقيقي لنجاح الفنان؟ * التواضع هو أساس النجاح، وكذا حسن اختيار المواضيع القوية التي لها صدى كما كان يفعل معطوب الوناس وكذا ايدير وأيت منقلات. - آلة القيتار... ماذا تمثل لك؟ * هي سندي.. فالفنان الذي لا يعزف على آلة لا أنصحه بأن يغني لآنه سيتعب وخصوصا في الشعبي والقبائلي، فالفنان يمكنه تفادي الوقوع في الخطأ إذا كانت بيده آلة العود أو القيتار، حيث يمكنه إنقاذ الفرقة. - كيف ترى وضع الأغنية القبائلية؟ * لقد قفزت قفزة عالمية وذلك من خلال الأعمال المميزة التي قدمها ايدير وتاكفاريناس اللذان وضعا التاج الذهبي على الاغنية القبائلية، ويعود سر هذا النجاح الى تشبعهم بالأصالة الجزائرية، فالارتشاف من نهر التراث يشجعنا على المضي قدما إلى الأمام، ولا يفوتني أن أقول أن القصيدة القبائلية مشبعة بالتراث والموسيقى الفلكورية أيضا ويظهر ذلك في كل الإيقاعات القبائلية. - هل ترى بين الأصوات الجديدة من يمكنه أن يخلف العمالقة على غرار معطوب أو سليمان عازم؟ * مستحيل، لا يوجد انسان يشبه آخر، كما أن لكل فنان بصمته الخاصة التي حباه الله بها دون غيره، وأنا شخصيا أعتبر النجاحات التي حققها الكبار أمثال قروابي والباجي ومعطوب رحمهم الله نتاج العمل الجاد والمتواصل، وكذا البحث عن الأفضل، وليس حال الذي يميز بعض الشخصيات الغنائية وعلى رأسها الكسل والرجوع الى أعمال الغير للاستفادة منها وإعادتها أيضا. - ما رأيك في الحركة الفنية بالجزائر؟ * الفنان لم يصل إلى أهدافه بعد، فالكثير من الفنانين يعانون التهميش وانعدام فرص المشاركة في مختلف الأعمال، وهذا ما جعل الفن في خانة التجارة أي الربح أو الخسارة. - أمنيتك... * أتمنى أن يشفي الله ضابط الإيقاع "مانيش" وكل المرضى وأن يوفق كل مبتدئ في عالم الفن لأنه صعب جدا.