يجري حاليا بالمسرح الجهوي لقسنطينة، التحضير لعملين مسرحيين، الأوّل موجّه إلى الكبار تحت عنوان "ليلة الليالي" للكاتب المسرحي والمخرج محمد الطيّب دهيمي، والثاني للصغار بعنوان "سباق الحرية" للكاتب المسرحي التركي حسن أركاك. "ليلة الليالي" مستوحى من تعقيدات العلاقات الإنسانية التي تتأثر بالكآبة التي تتسبب فيها الإشاعات والأكاذيب، وتحكي ضعف الإنسان والصدامات الداخلية التي تواجهه حيث يبقى الحب عالقا في خيط واحد، ويحاول محمد الطيب دهيمي من خلال ديكور معتاد ترجمة الجرح الدائم لمجتمع معاقب من طرف الأحكام المسبقة. وتستعمل هذه المسرحية أسفل جسر سيدي مسيد المعلّق كفضاء، لإعطاء صورة لحالة اليأس والقلق لشخصية النوي (التي يتقمّصها الممثل زبير ايزام) الذي يلاقي شرّ معاملة من زوجته ويخونه صديقه محمد، ويلجأ النوي (الذي يجسّد الشخصية الرئيسية لهذا العمل البسيكولوجي لعلاوة بوجادي) أمام هذه الوضعية، إلى محاولة الهروب من الوضع المر الذي يعيشه من خلال سلوك سيء. وحسب الطيب دهيمي، فإنّ هذه التجربة الثانية مع بوجادي كاتب سيناريو "ديوان العجب" الذي نال الجائزة الأولى لأحسن أداء رجالي بالقاهرة (مصر) عام 2005، من شأنها أن تسمح ببروز مواهب جديدة على غرار السينوغرافي يحيى بن عمار والممثلة موني بوعلام. واستنادا لنفس المتحدث فإنّ هذا الإخراج التعبيري يصور في ديكور يغلب عليه اللون الأحمر الذي يرمز إلى الجمر. مرتقبا تقديم العرض الأول لهذا العمل في أفريل المقبل. مدشّنا بذلك المسرحيات الجديدة المبرمجة لموسم 2010-2011 . ومن جهته، كشف السيد بن زراري مسؤول البرمجة والتوزيع بالمسرح الجهوي لقسنطينة، في هذا السياق، عن التحضير لست مسرحيات من بينها واحدة بعنوان "من التراب إلى التراب" عن نص لهارولد بينتر (الحائز على جائزة نوبل للآداب لسنة 2005)، من إخراج حاج إسماعيل، وأخرى بعنوان "يامنة ورأس الغول"، نص وإخراج الطيب دهيمي. من جهة أخرى، سيعرض مسرح قسنطينة الجهوي السبت المقبل، إنتاجه الأخير الموجه إلى الأطفال بعنوان "سباق الحرية"، ويحكي هذا العمل المسرحي في 80 دقيقة الصراع الأبدي بين الخير الذي يرمز إليه ملك السلم والشر الذي يمثّل خصمه "مملكة الحرب"، وتجسّد مواضيع هذه المسرحية شخصيات الطغاة وعظيم الطغاة في العالم على مرّ العصور، حسب ما أوضحه ل"و.أ.ج" مدير إنتاج هذه المسرحية التي أنتجها المسرح الجهوي لقسنطينة. ويؤدّي تسعة ممثلين شباب من بينهم فتاتان، أدوار كلّ من المملكتين الاثنتين للنور والظلام، وذلك من خلال أزياء وأسلحة مناسبة لذاك العصر، مرورا بتاريخ أمراء الحرب والأنظمة الشمولية والمستغلين منذ القدم، بداية من الأمبراطورية الرومانية إلى غاية المستوطنين النابوليين والتوابع من ألمانيا النازية، مرورا بالقوى العبودية من أتباع الجنرال إبراهام لي والفاتحين الإسبان. وأوضح السيد حسان بن عزيز صاحب رصيد أعمال مسرحية أخرى على غرار "يحيا السلم" التي كتبها نفس المخرج، بأنّ "سباق الحرية" سبق وأن ترجمت باللغة الأم الإنكليزية ثم إلى الأدب العربي، سيتم عرضها أمام شباب قسنطينة باللهجة المحلية. وأوضح نفس الفنان أنّ الحلم والأمل والبراءة والسحر والضحك والفرح والحزن والخوف والغضب وتحرير النفس، تعدّ من عناصر الحكايات الشعبية والأساطير التي يعتمد عليها هذا العرض المسرحي "للولوج في مخيلة الأطفال وتشجيعهم على إبداء رأي شخصي في السلم والحرب دون تأثير". وتروي مسرحية "سباق الحرية" تاريخ "ملك الحرب" المتعطش إلى السلطة والدم، الذي يبحث عن ذريعة لاستغلال وإخضاع شعب يدعو إلى السلام بحب الغناء ويسبح في السعادة والسكينة والطمأنينة.