تتواصل بالمتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر"ماماك" فعاليات معرض "صيغة المؤنث" الذي جمع بين نظرات أنثوية لنساء جزائريات وعربيات لما يحيط بهن من أشياء وما يجول في أعماقهن من خواطر، مشاعر وأحاسيس· المعرض الذي يضمّ أكثر من 40 عملا منجزا من طرف سبع فنانات جزائريات وأكثر من سبع عشرة فنانة عربية يمثّلن كلاّ من مصر، فلسطين، لبنان، الأمارات العربية المتحدة، الأردن، إلى جانب فنانات من الشقيقتين تونس والمغرب، وينظّم تحت إشراف الفنانة التشكيلية نديرة العقون التي أوضحت أنّ الهدف من هذه التظاهرة الفنية هو إعطاء صورة واضحة عن "الفن النسوي" مع إبراز الخصائص التي تميّزه · العرض لم يقتصر على تقنية الرسم بالريشة والألوان وإنّما اشتمل على تقنيات تعبيرية مختلفة جمعت بين الفن التشكيلي والبصري من خلال عروض على الشاشة وصور فوتوغرافية وتراكيب فنية وأشكال يدوية· سعت من خلالها الفنانات المشاركات إلى تجسيد رؤيتهن لمواقف الحياة المختلفة ··· توقّفت الفنانة الفلسطينية رائدة سعد عبر ثلاث صور فوتوغرافية لشخصية واحدة في مواقف مختلفة تحمل دلالات تعكس وضع المرأة المقيدة ومحدودة الحرية وتلك التي تعيش على ما تحمله الجرائد من أخبار يومية، في حين صوّرت مواطنتها جومانة إيميل أبوعيد من خلال مزج إبداعي بين مختلف الدعائم والتقنيات (الفيديو والرسم والخط··) المسألة الفلسطينية والقضايا الإنسانية الكبرى· أمّا الفنانة المصرية لارا بلدي فقد اختارت إنجاز جدارية زجّت فيها الكثير من صور شخصيات مختلفة في مواقف متعددة، وعبّرت الفنانة كريمة الشوملي من الإمارات عن "الاختناق" من زخم المعلومات والأخبار التي تقذف بها الجرائد والوسائط الإعلامية المختلفة · فنانات لبنان توقّفن بمرارة عند الحرب الدموية التي عاشتها بلاد الأرز من خلال صور كاريكاتورية قدّمتها ندى سهناوي عكست فيها مجزرة قانا ومأساة الأطفال اللبنانيين حملت عنوان "ثلاث وثلاثون يوما، لتصوّر مواطنتها أبنيتا تيتوقيان في مجسّم "ميزان السلطة" الذي كشفت من خلاله أنّ اعتلاء كرسي السلطة في بلدها يتمّ بالدوس على الكثير من الرؤوس· في عرض فيلمي بعنوان "سفير ليزوارد" عرضت الفنانة الجزائرية زينب حيثيات الحياة البطيئة وعلاقة آدم بحواء عبر مسيرة طويلة في ظلّ رغبة الطرف الآخر في الرحيل والهجرة، "وجه وأقنعة "هو العنوان الذي اختارته الفنانة الجزائرية ليندة مسعد لمجموعة اللوحات التي قدّمتها والتي كشفت من خلالها سقوط الأقنعة، ومن جهتها قدّمت تلميذة مدرسة الفنون الجميلة رتيبة دراجي مجموعة من التماثيل الصغيرة التي تعكس علاقة الفن المعاصر بالفن التقليدي مبرزة من خلالها موضوع الرجل وعلاقاته مع الآخرين· "بلا عنوان "و"على آثار النسيان " هي الأعمال التي شاركت بها الفنانات التونسيات مريم بودربالة، نيسان قسنطيني وفاتن شوبا سخيري هذه الأخيرة التي مزجت بين الألوان والصور الفوتوغرافية والفيديو ومقاطع صوتية لتتناول بدورها موضوع الإنسان وعلاقته بالبيئة والطبيعة· أما المبدعة المغربية جميلة عمراني فقد قدّمت فسيفساء من الورق مختلفة الأشكال والألوان والورود المجفّفة وخيط الحرير لتجسّد كما ترى رؤيتها لقضيتها·