شرعت بلدية الدارالبيضاء في تجنيد كل الأطراف الجوارية الفاعلة لتنظيم عمليات الترحيل حتى تتم في أجواء هادئة ولتفادي أي انزلاق، تستعين في ذلك بالاجتماعات بين الأئمة وجمعيات الأحياء، حيث يرتقب ترحيل قاطني 1600 بيت قصديري، منهم ألف قاطن بنفس البيوت بمنطقة الحميز لوحدها حسب السلم الزمني الذي تتبعه ولاية الجزائر والمرتقب قبل نهاية السنة. وقد كشف رئيس المجلس الشعبي البلدي للدار البيضاء إلياس قمقاني في لقاء مع »المساء« أن عملية الترحيل ستباشر حسب الأولويات، وفي هذه الحالة ستبدأ من البيوت الفوضوية المحيطة بالأماكن العمرانية ثم تشمل بعد ذلك باقي الأحياء، وبعد تدمير كل البيوت القصديرية التي تربعت على مساحة 33 هكتارا سوف تستغلها البلدية لإنجاز العديد من المرافق الجوارية التي تصبّ في خانة تلبية حاجة سكان مواطني الدارالبيضاء. وفي هذا الصدد، قال السيد قمقاني إن الأموال موجودة لتجسيد العديد من المشاريع، ولكن مشكل العقار حال دون ذلك. وأضاف أنه بعد تهديم البيوت القصديرية سوف تضطلع البلدية بإنشاء مشروع ضخم يعكس وجها حضاريا للبلدية، يضم 800 سكن تساهمي يرمي إلى رفع الضغط عن مشكل السكن على مستوى البلدية، موضحاً أن هذا المشروع قد تمّ عرضه على الوالي ونال إعجابه. وكانت البلدية قد أحصت ما يقارب 2000 طلب الحصول على السكن التساهمي، وسيشمل المشروع إلى جانب السكنات مرافق عمومية على غرار مستوصف ومدارس ومركز للبريد، وأخرى سوف تسخر لراحة المواطنين كالمساحات الخضراء والملاعب الجوارية. وفي سياق آخر، أوضح رئيس المجلس الشعبي البلدي للدار البيضاء أن الإجراءات المتعلقة بمنع التوسع العمراني في حدود مطار هواري بومدين أو إضافة طوابق أخرى للبنايات القديمة قد مسّت كل من حيي عبان رمضان وصلاح الدين، كما منعت ممارسة بعض النشاطات التجارية التي يمكن أن تعيق نشاط توسيع المحيط الأمني للمطار، مشيراً إلى أن هذه التعليمة ظرفية إلى حين ضبط قوانين أخرى منتظرة من قبل السلطات العليا في البلاد. وبخصوص تهيئة الطرقات والأرصفة، أكّد نفس المسؤول أنه قد تمّ تخصيص غلاف مالي قدره 121 مليار دينار سنة 2009 والعملية في تواصل، كما خصصت كذلك ميزانية 40 مليار دينار لإعادة تهيئة الطرقات على مستوى حيي لزوجي ومسكرو، إلى جانب تهيئة قنوات الصرف الصحي والإنارة العمومية بنسبة 100 بالمائة. وبالنسبة للبرامج التنموية المدرجة لسنة ,2010 كشف المصدر أنه قد تمّ التخطيط لإعادة تهيئة وتوسيع العديد من المرافق التربوية ومساجد البلدية وقاعة للسينما، إلى جانب إنشاء مكتبات جوارية، كما ستشرع البلدية في إنجاز مرافق رياضية ومركب أولمبي وإعادة تهيئة الملاعب بقيمة مالية تصل إلى 25 ميار دينار، إلى جانب العديد من المرافق الأخرى لتصل بذلك الميزانية المقترحة لمجمل المشاريع التي ستنجز سنة 2010 إلى 2.880.000.000 دينار جزائري. وتجدر الإشارة إلى أن ميزانية بلدية الدارالبيضاء بلغت سنة 2009 حوالي 400 مليار دينار، وهي أعلى ميزانية في الولاية.