تطرق مدير تحرير مجلة البترول والغاز العربي السيد فرانسيس بيران في حديث خص به (وأج) عشية انعقاد الدورة ال10 لمنتدى البلدان المصدرة للغاز بوهران لوضعية السوق الغازية العالمية ودور هذا المنتدى في ضبط هذه السوق. (واج) س: من المحتمل أن يتوصل الأعضاء ال11 لمنتدى البلدان المصدرة للغاز إلى إجماع حول تقليص المعروض من الغاز الذي سبق وأن تطرقت اليه بعض البلدان الأعضاء في المنتدى من أجل مواجهة انخفاض الأسعار ؟ ج: لست متأكدا أن تتمكن البلدان الأعضاء في منتدى البلدان المصدرة للغاز في وهران من التوصل إلى إجماع حول مسألة معقدة مثل تقليص العرض من الغاز. بطبيعة الحال ستكون هناك محادثات في هذا الموضوع وإذا حققت هذه المحادثات تقاربا في وجهات النظر فإن ذلك سيكون جد إيجابي. إن منتدى البلدان المصدرة للغاز يعد منظمة فتية ويفتقر للخبرة حتى وإن كان أعضاؤه ذوي تجربة - ولا أعتقد أن اجتماع وهران سيتمكن من التوصل إلى قرار بنتائج مذهلة - بالمقابل فانه في غياب قرار رسمي فإن ذلك سيكون فرصة لتوجيه إشارات واضحة للمستهلكين. س: إذا تم التوصل إلى مثل هذا القرار ألا يمكن ذلك أن يعيد طرح فكرة (أوبيك) للغاز بما أن منتدى البلدان المصدرة للغاز ستتدخل لضبط السوق كما تفعله حاليا منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبيك) بالنسبة للبترول. ؟ ج: في اعتقادي أن منتدى البلدان المصدرة للغاز لا يمكنه أن يصبح قبل مدة طويلة أوبيك للغاز لأن هناك اختلافات هامة بين البترول والغاز الطبيعي وبين تسويق البترول وتسويق الغاز الذي يبقى مرتبطا بشكل كبير بعقود طويلة الأمد. كما أن الغاز عبارة عن طاقة فائدتها كبيرة إلا أنها ليست حاليا ضرورية بالشكل الكافي فيما يعد البترول جد ضروري. لذلك يجب إيجاد نموذج آخر خاص بمنتدى البلدان المصدرة للغاز مغاير لمنظمة أوبيك. س: ما هي الانعكاسات التي ستنتج عن ارتفاع إنتاج الغاز بالولاياتالمتحدة المتحصل عليه بفضل التقنيات الجديدة للتنقيب واستخراج الغاز النضيد على السوق الدولية للغاز الطبيعي المميع وعلى الاستثمارات الغازية في العالم ؟ ج: إن هذه النتائج الهامة بدأت تظهر منذ الآن حيث أن ارتفاع الإنتاج الغازي للولايات المتحدة قد قلص بشكل كبير من واردات هذا البلد وساهم في ظهور الفائض من إنتاج الغاز الذي ينعكس على الأسعار. وما هي إلا بداية لاستغلال هذا الغاز غير التقليدي (الغاز المنتج من تشكيلات جد متراصة والغاز النضيد المتحصل عليه من طبقات الفحم) ولا يمكننا التنبؤ بانعكاسات هذا التقدم التكنولوجي. إن السوق الأمريكية التي ترى فيها العديد من الدول سوقا هامة لصادرات الغاز لن تحقق تلك الآمال كما أن الولاياتالمتحدة ليست وحدها التي تمتلك موارد غازية غير تقليدية إذ تتوفر عليها الصين وأوروبا كذلك. لذلك فإنه من المحتمل جدا أن تحاول بعض البلدان المستهلكة من غير الولاياتالمتحدة على ضوء التجربة الأمريكية تثمين مواردها الوطنية حتى وان كانت هذه التجربة غير قابلة للتطبيق كليا في أماكن أخرى. من الواضح أن مستهلكي الغاز لن يكونوا مرتاحين لما يلاحظون الفارق بين الأسعار في الأسواق الأمريكية أو البريطانية التي هي جد منخفضة حاليا والأسعار المنصوص عليها في العقود طويلة الأمد التي تتضمن احتساب المواد الأخرى من أسعار النفط أو المنتجات النفطية. في هذا الصدد سيحاول المستهلكون التزود بالمزيد من الغاز خارج العقود الطويلة المدى من أجل استغلال الوضعية الحالية لانخفاض الأسعار وإعادة التفاوض حول العقود المبرمة مما يثير قلق المنتجين ومنتدى البلدان المصدرة للغاز. إن ذلك يعد تحد بالنسبة للمنتجين الذي ينبغي عليهم التحلي ببعض المرونة مع التذكير بأننا سنكون بحاجة إلى مزيد من الغاز على الصعيد العالمي على المديين المتوسط والطويل وأن سعرا مرتفعا بما فيه الكفاية يعد ضروريا للسماح بتمويل الاستثمارات اللازمة وضمان أمن التموينات المستقبلية. كما أن على المستهلكين أن يتذكروا بأن الوضعية الغازية الحالية لن تستمر إلى الأبد.