أصدرت محكمة الجنايات لمجلس قضاء سكيكدة، مؤخرا، حكما حضوريا بإدانة المدعو (ب/ب.ع) الملقب باسم ''دوبلة'' بالإعدام، بينما أدين شقيقه (ب/ب.ز) ب03 سنوات حبسا نافذا لتورطهما في جناية تكوين جماعة أشرار وجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد وجناية السرقة بظروف العنف والتعدد. تعود وقائع هذه القضية التي شغلت الرأي العام بسكيكدة الصائفة الماضية إلى تاريخ 18 جوان ,2008 حين تقدم المدعو (م/م) القاطن بمنطقة''بتربولي'' التابعة لبلدية الحدائق إلى فرقة الدرك لهذه الأخيرة، مبلغا عن اختفاء شقيقه الضحية (م/م) منذ أن خرج من البيت صبيحة 16/06/2008 في حدود الساعة السادسة صباحا. مضيفا أنه عند مغادرته المنزل على متن سيارته من نوع بيجو 306 ذات اللون الأزرق كان يحمل معه مبلغا ماليا يقدر ب26 مليون سنتيم وأن وجهته كانت مدينة عزابة بغرض شراء بستان هناك.. وبناء على هذه المعلومات كثفت المصالح الأمنية المختصة تحرياتها بالخصوص بعد أن تم العثور على سيارة الضحية مركونة بحي مرج الذيب طيلة يومين، ومن بين الذين استمعت إليهم الحارس الليلي لحظيرة السيارات بحي مرج الذيب، وكذا المتهم الرئيسي الملقب ب''دوبلة'' لكونه واحدا ممن كانوا مع الضحية قبل اختفائه المفاجئ، والذي صرح للمحققين بأنه يوم الجمعة 13/06/2008 ذهب رفقة الضحية (م/م) إلى مدينة عزابة من أجل شراء بستان للعنب وهناك التقيا بكل من (ن/م) و(خ/ع.ر) واتجهوا على متن سيارة الضحية بمحاذاة مستشفى عزابة. مشيرا إلى أنه وأمام عدم الاتفاق على قيمة الصفقة التجارية رجع في حدود الساعة السادسة إلى سكيكدة. مضيفا أنه في اليوم الموالي اتصل به الضحية مجددا هاتفيا من أجل شراء البستان بعد أن حدد المبلغ ب 125 مليون سنتيم. لكن هذه القضية أخذت منعرجا آخر إذ وبتاريخ 30 مارس 2009 تقدم المدعو (ح/أ) إلى مصلحة الدرك الوطني ببني بشير مبلغا عن اكتشافه جثة متعفنة وذلك على مستوى وادي القهدي ببلدية بني بشير، وعند انتقالها إلى عين المكان وبعد أن خضعت المنطقة لعملية تمشيط دقيقة تم العثور على أطراف الجثة مبتورة وبعيدة عن بعضها البعض، كما وجدوا بالقرب من القدمين حذاء أسود وجوارب سوداء وسروال جنز أزرق وحزام سروال أسود، وبالعثور على الجثة التي تعرف عليها شقيق الضحية الأصغر، بادرت المصالح الأمنية المختصة من جديد الى التحقيق مع الأشخاص الذين كانت لهم علاقة بالضحية سواء من قريب أو من بعيد، من بينهم المتهم الرئيسي الذي ألصق في البداية فعل القتل بالمسمى (ب/ر) عندما كان متوجها رفقة مجموعة من الأشخاص إلى إحدى المستثمرات المتواجدة بطريق بيسي المعروفة باسم ''باسكال'' وهناك تفاجأ بالمسمى (ب/ر) ينهال ضربا بواسطة مطرقة من الوزن الثقيل على رأس الضحية الذي سقط أرضا. مشيرا إلى أن نفس الفعلة قام بها (ل/م) بواسطة مطرقة أخرى أخرجها من الكيس البلاستيكي. مضيفا بأن القاتلين وبعد أن تأكدا من أن الضحية قد فارق الحياة قاما برمي أدوات الجريمة مع الهاتف النقال للضحية في بئر بوسط البستان. معللا سبب تستره عن التبليغ بهذه الجريمة بكون القاتل الأول هدده. أما الشقيق الثاني المتهم في هذه القضية، فقد نفى تورطه في هذه القضية لكونه كان في مدينة الطارف. ونفس الشيء أدلى به المتهمان أمام المحكمة، حيث حاولا إبعاد التهمة الموجهة إليهما على الرغم من أن المتهم الرئيسي لم يجد أي تفسير حينما طلب منه رئيس الجلسة أن يفسر للمحكمة كيف بعد أن كان عاملا يوميا بسيطا يقطن في كوخ بحي صالح بو الكروة المعروف باسم الماطش، تحول بقدرة قادر إلى شخص ثري يشتري البساتين بالملايين بالخصوص مباشرة بعد اختفاء الضحية. ونشير هنا إلى أن شهادة المدعو (ب/ر) الذي اتهمه المتهم الرئيسي بقتل الضحية كان الخيط الذي فضح القاتل الحقيقي، بالخصوص بعد أن صرح أنه وبتاريخ 16/06/2008 كان بقاعة الجلسات بمحكمة سكيكدة رفقة كل من (ل/م) و(ا/ه) و(ز/ع) و(م/م)، حيث استدعي كشاهد في قضية ولم يغادر المحكمة التي دخلها على الساعة الثامنة صباحا إلا في حدود الخامسة مساء، وهذه الشهادة وغيرها من شهادات الشهود كانت كافية لتوريط المتهم في جريمة القتل البشعة التي هزت سكيكدة. مع العلم أن ممثل الحق العام كان قد التمس الإعدام للشقيقين. للتذكير، سبق للمتهم الرئيسي المدعو ''دوبلة'' أن أدانته نفس المحكمة في قضية تتعلق بالإرهاب ب20 سنة سجنا نافذا.