أكد سفير كوريا الجنوبية بالجزائر السيد شوسونغ جوأن الجزائر تعد شريكا استراتيجيا هاما في إطار تطوير التعاون الثنائي في شتى المجالات، لاسيما الصناعة، المحروقات والتجارة، موضحا أن قوة العلاقات المتنوعة التي تربط البلدين سمحت برفع قيمة التبادل التجاري بين البلدين الى ملياري دولار سنة .2009 وقال السفير سونغ جوفي ندوة فكرية نشطها أمس بمركز ''الشعب'' للدراسات الاستراتيجية بالعاصمة، تحت عنوان ''تجربة كوريا الجنوبية في التنمية''، بحضور وفد معتمد عن السفارة بالجزائر وعدد من الأساتذة الجامعيين والطلبة، أن العلاقات السياسية والاقتصادية المتينة، وكذا اتفاقيات الشراكة الموقعة بين مسؤولي البلدين في عدة مشاريع هامة على اثر الزيارات الرسمية المتبادلة منذ 2006 ساهمت في مضاعفة نسبة التبادل التجاري بين البلدين أربع مرات في غضون أربع سنوات. حيث قفزت قيمة المبادلات من 5,0 مليار دولار سنة 2005 الى ملياري دولار سنة .2009 كما أكد السفير أن مجالات التعاون والشراكة مع الجزائر متعددة واستراتيجية، خاصة في القطاعات الحيوية للتنمية الشاملة للوطن، مبرزا استعداد شركات بلاده لتقديم الدعم اللازم لنظيراتها الجزائرية فيما يتعلق بنقل المعارف والخبرات والتكنولوجيات الحديثة على غرار الصناعات الثقيلة والتحويلية، الكيمياء، المحروقات ...وغيرها، مع بذل المزيد من الجهود للحفاظ على مناصب الشغل في مؤسسات البلدين في إطار التكوين المهني وتأهيل الموارد البشرية. وفي سياق آخر، قدم سفير كوريا الجنوبية حصيلة وتيرة التنمية في بلاده منذ سنوات الستينيات الى السنوات الأخيرة، وهذا في إطار ما أسماه كرونولوجيا تطور الاقتصاد الكوري جنوبي، حيث أوضح المتحدث أن بلاده اعتمدت على تطوير ثلاث أولويات رئيسية، بدءا بتحقيق التنمية الاجتماعية، الاقتصادية وأخيرا السياسية. وبلغة الأرقام، قدم السفير مؤشرات التنمية التي حققتها كوريا الجنوبية في مختلف المجالات على غرار المبادلات الخارجية، حيث استوردت في أواخر سنة 2008 ما قيمته 422 مليار دولار، بينما صدرت ما يعادل 435 مليار دولار. كما حقق البلد نسبة نمو قدرت ب 5,4 بالمائة في السداسي الأول من سنة 2010 ، بينما يتوقع أن ترتفع هذه النسبة الى 5 بالمائة مع حلول سنة .2011وأردف سفير كوريا الجنوبية بالجزائر أن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي يشهدها النسيج الاقتصادي في البلد استطاعت إنشاء 76 بالمائة من مناصب الشغل وهذا بفضل السياسة الاقتصادية المستقرة التي ساعدت على استقطاب الموارد البشرية، بالإضافة الى المرونة التي تميز سوق العمل بالبلد.وفي هذا الإطار، نوه السفير سونغ جو بالمستويات الراقية التي بلغتها الشركات الكورية، لاسيما المتخصصة في الصناعات الالكترونية والرقمية وصناعة السيارات، موضحا أن هذه الشركات ك''سامسونغ'' استطاعت تحقيق نسبة 10 بالمائة من الناتج الوطني الخام في كوريا الجنوبية. كما قال إنه بمناسبة الاحتفال بالذكرى العشرين للعلاقات الدبلوماسية بين الجزائر وكوريا الجنوبية، ينتظر تجسيد العديد من المشاريع المشتركة في إطار الشراكة مع الجزائر في السنوات القادمة.