أعلن وزير التجارة الهاشمي جعبوب أول أمس أن الجزائر ستقوم خلال الأيام القادمة بإيداع الآليات التنفيذية لدخولها منطقة التجارة الحرة العربية لدى الجامعة العربية· وذكر جعبوب على هامش الدورة ال81 للمجلس الاقتصادي والاجتماعي بأن الجزائر كانت قد صادقت على الاتفاقية العربية المنشأة للمنطقة، وأنها كانت قد طالبت في السابق بإرجاء تنفيذ بنود الاتفاقية لاعتبارات "تقنية" · وأضاف انه سيتم إعطاء التعليمات الكافية للمنافذ الجمركية حتى تعفى السلع العربية من كل الحقوق الجمركية مع السعي للحصول على طريقة التفكيك التدريجي لسنتين أو ثلاث حتى تتأقلم السلع الوطنية مع المنافسة الجديدة للسلع العربية· وردا عن سؤال حول العوائق التي تواجه تنفيذ منطقة التجارة الحرة العربية والتجارة البينية العربية أشار الوزير إلى أن طبيعة الصناعة العربية في حد ذاتها تشكل إحدى هذه العوائق على اعتبار -كما قال- أن الصناعات العربية ليست صناعات تكاملية بل تنافسية في معظم الحالات· كما أن بعض الصناعات العربية وجدت لتلبية الحاجيات الوطنية وهذا يؤدي الى عوائق تقنية· أما العوائق القانونية فلخصها الوزير في العوائق الجمركية وغير الجمركية التي يسعى المجلس الاقتصادي والاجتماعي بالتعاون مع الجهات المعنية لتذليلها والوصول في اقرب وقت إلى منطقة تبادل حر تتدفق فيها السلع ويتنقل فيها الاشخاص بكل حرية· جدير بالذكر أن منطقة التجارة الحرة العربية التي أنشئت عام 2005 تضم لحد الآن 17 دولة من بين 22 دولة عربية · وكان تقرير للمجلس الوحدة الاقتصادية العربية قد كشف أن التجارة البينية العربية حققت سنة 2006 نموا قدر ب 8ر16 بالمائة وان قيمة الصادرات البينية العربية خلال نفس السنة بلغت نحو 8ر 50 مليار دولار· من جانب آخر، أكد وزير التجارة على أهمية استمرار الدعم العربي للاقتصاد الفلسطيني واللبناني وكذا دعم الدول العربية الأقل نموا في منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى والانتهاء من استكمال قواعد المنشأ التفصيلية للسلع العربية· وشدد في كلمة ألقاها بالمناسبة على ضرورة التحضير العربي الجيد للملف الاقتصادي الذي سيرفع للقمة العربية القادمة في دمشق واستكمال الإعداد الجيد للقمة العربية والاقتصادية والاجتماعية المزمع عقدها في الكويت في نهاية السنة الجارية· وأشار الوزير من جهة أخرى إلى أهمية تشكيل لجنة عربية لدراسة الأوضاع المالية للصندوق العربي للمعونة الفنية للدول الإفريقية وطالب بضرورة انجاز مشروع إنشاء منظومة الأقمار الاصطناعية العربية لمراقبة كوكب الأرض · وذكر بأن الدورة ال80 للمجلس الاقتصادي والاجتماعي التي ترأستها الجزائر كانت حافلة بالمواضيع ذات الصلة بمسيرة العمل العربي المشترك على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي والتي تبرز، كما قال مدى الأهمية التي تولى لتعزيز التكامل الاقتصادي العربي· وقال جعبوب أن المجلس عكف على متابعة تنفيذ قرارات القمة العربية بشأن منظومة العمل العربي المشترك بما يتلاءم والتحولات الهيكلية الاقتصادية والاجتماعية في الدول العربية· وفي هذا الصدد، سجل الوزير بأن قرارات القمم العربية بشأن تطوير منظومة العمل العربي المشترك تكللت كلها "بنتائج طيبة" من خلال تحديث آليات وأساليب عمل المجلس الاقتصادي والاجتماعي بما يتلاءم والتحولات الهيكلية التي تشهدها المنطقة العربية على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي والشروع في تطوير المنظمات والمجالس الوزارية العربية المتخصصة إضافة إلى تفعيل الجانب الاجتماعي في منظومة العمل العربي المشترك وتعزيز دور مؤسسات المجتمع المدني· اما فيما يخص الجانب الاجتماعي، اشار الوزير إلى توصل المجلس خلال الدورة السابقة إلى اعتماد خطة لتطوير التربية و التعليم العالي والبحث العلمي في الوطن العربي وكذا الموافقة على منح صفة مراقب لعدد هام من مؤسسات المجتمع المدني في اجتماعات المجلس ولجانه·