يا أيها الذين تنخرطون في الحب، الحب أسمى أن يلامس قلوبكم المتغيرة، أصفى من دموعكم التي تسيل للحزن كما للفرح، أنصع من الأزهار التي تزهقونها أضاحي لمشاعركم، الحب لا ينزلق إلى أجسادكم الطينية، مهما ترشوه بزيوت معابدكم الملوثة بالآثام، الحب تضيق عليه كل الهياكل فهو روح يصعد إليه ولا ينزل إلينا··· الحب أيها المخادعون في زيف الكلمات، أيها المتاجرون بأرواح الزهور لتنتفخ جيوبكم، ليس محلا يفتح أبوابه مرة في السنة، ويوما تختلف فيها درجة حرارته من قلب إلى قلب···الحب ليس امرأة تساومون مشاعرها، وليس دموع قسيس يتظاهر أنه صلب على خشبة قلبه وماكتب عليه الصلب، أيها المبتدعون للأسماء، المزيفون للحقائق، هل تستطيعون جمع كل الأضواء المتدفقة في بآبئ عيونكم، هل تستطيعون أن تستنشقوا كل العواصف في تجاويف صدوركم، قد يبست شفاهكم، وأصبح الشوك لملامسكم أنعم من الورد وأرق من نسمة في صيف عاطش··· اليوم يوم تحقير الحب واغتياله وجره مغلولا كطفل يتيم ماتت أمه وتركته لأحضان الأسى يسقيه ما يريد من جحيم الحرمان· الحب مفتوح على كل الأزمنة، بل هو مقياسها الحضاري، الذي منه يتعرف الإنسان على أخيه الانسان وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم