تشرف دار الشباب لبوروبة ,2 حاليا، على حملة ''بكالوريا بدون قلق''، أطلقها مختصون يعملون في مجالات ذات علاقة مباشرة بالتربية والشبيبة، وتحمل هدف مساعدة طلبة الأقسام النهائية على تخطي قلق امتحان البكالوريا من خلال جلسات للاسترخاء، يلقن خلالها الطالب الأساليب الصحيحة للمراجعة واسترجاع الدروس أمام أسئلة الامتحان. ويطمح الطاقم المؤطر للعملية إلى أن ترقى هذه الخطوة إلى مصاف الحملة الوطنية بدعم من وزارتي التربية والشبيبة بعد النجاح المسجل أياما قلائل من انطلاق الحملة ببوروبة. يعتبر قلق الامتحانات من المشكلات التي يواجهها التلاميذ، والتي تظهر في أي وقت كلما أعلن المعلم عن اختبار أو امتحان، غير أن البكالوريا يبقى الامتحان الوحيد الذي يشد الأعصاب، خاصة وانه يعتبر البوابة نحو المستقبل من جهة واجتيازه مفخرة لأسرة التلميذ الناجح من جهة أخرى، إلا انه ذات الامتحان الذي يربك طلبة الأقسام النهائية ويحدث لديهم حالة قلق متواصل إلى حين ظهور النتائج، هذه الحالة النفسية درسها فريق من المربين بدار الشباب لبوروبة بولاية الجزائر وتوصل إلى استحداث جلسات للاسترخاء لفائدة طلبة البكالوريا، سرعان مع أضيفت بعدها جلسات مماثلة لتلاميذ شهادتي المتوسط والابتدائي بعد نجاح جلسات ''بكالوريا بدون قلق'' والصدى الواسع الذي وجدته لدى التلاميذ وأسرهم. من محاربة الإدمان.. إلى محاربة القلق! جاءت فكرة ''بكالوريا بدون قلق'' من التجربة الشخصية للسيد عمر عثماني مرب منتدب في جمعية ناشطة في مكافحة الآفات الاجتماعية، والذي له في ميدان التعامل مع الشباب قرابة 18 سنة، تجربة هذا المربي في تأطير الشباب الجانح حملته على التفكير في طريقة لتخفيف عبء المذاكرة والاستعداد لمواجهة الامتحانات فجاءت فكرة جلسات الاسترخاء للمقبلين على اجتياز البكالوريا، الامتحان الذي يكتسي أهمية فريدة في مجتمعنا. واعتبر السيد عمر عثماني قلق الامتحان حالة نفسية انفعالية يمر بها أي تلميذ وتصاحبها ردود فعل نفسية وجسمية غير معتادة نتيجة توقع الفشل في الامتحان أو سوء الأداء فيه، أو تخوفه من الرسوب ومن ردود فعل الأهل، أو لضعف ثقة التلميذ بنفسه.. الخ... وهذا أمر طبيعي لا داعي للخوف منه مطلقاً، بل ينبغي على التلميذ استثماره في الدراسة والمذاكرة وجعله قوة دافعة للتحصيل والإنجاز وبذل الجهد والنشاط. فكرة المربي لاقت استحسان ودعم إدارة دار الشباب التي تبنتها وسعت إلى إنجاحها بتوفير كل الوسائل المادية والموارد البشرية لتأطيرها، فإلى جانب المربين هناك طبيب وأخصائية علم النفس وأخصائي علم الاجتماع، وحتى محام، هؤلاء تطوعوا لتقديم نصائح وإرشادات لكل التلاميذ المقبلين على اجتياز امتحانات مصيرية. ولئن كانت البداية بجلسات للاسترخاء لفائدة طلبة البكالوريا، فإن توافد التلاميذ في أقسام الامتحانات النهائية للطورين الابتدائي والمتوسط، حمل الإدارة على التفكير في فتح أقسام أخرى لتأطير هؤلاء الممتحنين وتقديم المساعدة لكل من يرغب في التحصيل العلمي الجيد، تقول السيدة بار نزيهة مديرة دار الشباب بوروبة .2 ويظهر عمل الفريق المؤطر لجلسات الاسترخاء هذه من خلال مطويات ''بكالوريا بدون قلق'' اختير لها شعار ''انا مستعد للنجاح، سوف أنجح بإذن الله''. تحمل هذه المطويات إرشادات عامة حول التغذية الصحيحة للمقبل على الامتحان، وعلى أهمية عاملي الراحة والنوم كذلك، في هذا السياق يشير الدكتور أرزقي مجاهد عضو فريق العمل، أن الممتحن يهمل كثيرا هذين العاملين مما يزيد في إرهاقه قبيل الامتحان ويؤثر سلبا على تحصيله واسترجاعه لدروسه، ولذلك فمن ضمن النصائح التي يشدد عليه المختص في جلسات الاسترخاء، الإكثار من تناول الفيتامينات وبعض السكريات والعجائن مع تفادي المشروبات الغازية والمنبهة كذلك مثل الشاي والقهوة، وغيرها من النصائح التي فصلها فريق العمل في المطويات، والتي دعمها أيضا بأقراص مضغوطة تحمل شروحات مفصلة عن قهر قلق الامتحانات ونصائح بسيطة وسهلة الاتباع. دعوة إلى تعميم التجربة على المستوى الوطني خطوة ''بكالوريا بدون قلق'' جاءت على المستوى المحلي لمدينة بوروبة، اختير لها في البداية يوم السبت لاستقبال التلاميذ الراغبين في تلقي النصح والتوجيه، ولكن التزايد المستمر للتلاميذ جعل الإدارة تفتح جلسات أخرى يوم الثلاثاء، وهي تفكر حاليا في فتح أقسام أخرى خلال أيام الأسبوع بعد أن وصل عدد التلاميذ في اليوم الواحد إلى سبعين تلميذا يتم تقسيمهم على فوجين، ثم جمعهم بقاعة المحاضرات من أجل تمارين الاسترخاء. ويسعى فريق العمل إلى زيارة بعض الأقسام بالمؤسسات التربوية لتعميم الفائدة على الجميع. داعيا مديرية التربية لولاية الجزائر إلى تسهيل عمل المؤطرين لدخول المؤسسات التربوية وتأطير جلسات للنصح والإرشاد ضمن خطة امتحان بدون قلق. كما يدعو ذات الفريق وزارتي التربية والتعليم والشبيبة والرياضة، إلى التفكير جديا في تبني فكرته هذه التي تلقى صدى متزايدا حتى تصبح حملة وطنية لمساعدة طلبة الأقسام النهائية للتغلب على قلق الامتحان في مقام أول، ثم توسيعها لتشمل امتحانات الأطوار الأخرى في المستقبل.