كشفت المديرية العامة للبحث العلمي والتكنولوجي عن إمكانية استحداث الجزائر لنظام بيوميتري محلي محض خلال السنوات الخمس القادمة، يمكنها من التراجع عن استيراد التكنولوجيات البيومترية المكلفة، موضحة أن هذا المشروع المتقدم سيسمح بإنتاج نظام محلي خاص بالجزائر في هذا المجال. وأشار المدير العام للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي السيد عبد الحفيظ أوراق في تصريح للصحافة على هامش افتتاح فعاليات المدرسة الصيفية الجزائرية الأولى للبيوميتريات بمركز تنمية التكنولوجيات المتقدمة ببابا حسن بالعاصمة، إلى ضرورة انفراد كل دولة على حدة من ناحية الأنظمة البيوميترية، لاسيما فيما يتعلق بالوثائق الإدارية كبطاقة التعريف وجواز السفر البيومتريين التي دعا إلى وجوب استصدارها بالجزائر. وتابع المسؤول أن الجزائر بصدد العمل على التحكم أكثر في جل محتويات ومكونات النظام البيوميتري في مجال المواد والتكنولوجيات والتطبيقات وشبه النواقل ووسائل الإعلام الآلي ودمجها في نظامها البيوميتري الخاص بها. وبخصوص النظام البيوميتري الخاص ببطاقة التعريف الوطنية وجواز السفر البيومتريين الذي أطلقته وزارة الداخلية والجماعات المحلية، أشار السيد أوراغ إلى الجهود التي تعكف عليها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالتنسيق مع الداخلية لإتمام العملية بنجاح، من خلال وضع الثقة في الكفاءات الجزائرية القادرة على رفع التحدي لتحقيق الهدف المنشود. وأكد المسؤول أن تحقيق كافة هذه المراحل يحتاج لمختلف الأطراف المعنية في التخصصات المطلوبة كالكيمياء، الفيزياء، والباحثين في علم الاجتماع والمعلوماتية... وغيرهم، لتجسيد النظام الوطني البيوميتري على مستوى الهيئات العلمية كالجامعات التي اكتسبت خبرة علمية أجنبية في المستوى. وبدوره أبرز مدير مركز تنمية التكنولوجيات المتقدمة السيد إبراهيم بوزوية في كلمته الافتتاحية بحضور العديد من الخبراء الدوليين المعروفين إلى جانب أكاديميين وصناعيين، الأهمية الكبيرة التي يعرفها تقدم وضع الأنظمة البيوميترية عبر دول العالم لاسيما الصناعية منها، مشيرا في هذا السياق إلى الشعور المتزايد لدى الدول على غرار الجزائر لتبني هذا النظام وحاجتها لتقنيات التعريف والمراقبة الأوتوماتيكية في الإدارات المحلية والخدمات المدنية عن بعد. كما أوضح السيد بوزوية أن ذلك لن يتأتى إلا باستعمال الأبعاد البيوميترية مثل الوجه وبصمات الأصابع وحركة الشفاه والقزحية والنبرة الصوتية...وغيرها، وهذا بالنظر لما تحمله هذه الأبعاد من فائدة كبيرة لمختلف التطبيقات الحكومية والتجارية والقانونية وحتى الدفاعية. وفي هذا الإطار، اعتبر السيد بوزوية أن هذه المدرسة الصيفية الجزائرية الأولى للبيوميتريات التي ينظمها قسم هندسة الأنظمة والمعلومات التابع لمركز تنمية التكنولوجيات المتقدمة بمعية المديرية العامة للبحوث العلمية والتنمية التكنولوجية، تسعى للتطرق لمجمل القضايا ذات الصلة بالتطبيقات البيوميترية وتقديم عرض حال موجز لفن البحث في هذا المجال. كما أشار إلى عرض جلسات عامة في هذا الإطار تنشط من قبل الخبراء للإلمام بمختلف القضايا ذات الأهمية القصوى، وقال ''إن تنظيم مثل هذه المدارس الصيفية يشكل فضاء مواتيا لجلب اهتمام الطلبة والمختصين في الميدان والاتصال مع المسؤولين الأمنيين عن مختلف الأسلاك لمعرفة تطبيق التقنيات البيوميترية في القضايا الأمنية، والتحقيقات فيما يخص الجرائم المنظمة والتهريب والإرهاب... وغيرها''. وسيلقي المشاركون خلال فعاليات هذه المدرسة التي تدوم 5 أيام محاضرات تقنية ينشطها أساتذة من جامعات محلية وأجنبية كسويسرا، فنلندا، بريطانيا، إسبانيا، فرنسا والعربية السعودية. تخص بالأساس المداخل إلى البيومتريات، تقنية الانصهار البيوميتري، تقنية التعرف على الصوت والوجه والأنماط الثنائية المحلية، فضلا عن التعرف عن طرق التوقيع الإلكتروني وبصمات الأصابع وغيرها. ويضاف إلى ذلك عرض الأنشطة البيوميترية لمركز تنمية التكنولوجيا المتقدمة والمشاريع المنجزة والأفاق.وللإشارة، فإن مركز تنمية التكنولوجيا المتقدمة هو مرفق عمومي ذو خصائص علمية تكنولوجية، ويندرج تحت وصاية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، كما يساهم المعهد في التطوير الاقتصادي الاجتماعي للبلد من خلال مشاريع البحث العلمي والتطوير التكنولوجي وتقييم الكفاءات ومنتوجات البحث.