يدخل المنتخب الوطني لكرة القدم في تربصه الأخير بألمانيا وبالذات بمدينة نورمبرغ، التي سيعسكر بها إلى غاية يوم 5 جوان المقبل، قبل أن يشد الرحال الى جنوب افريقيا للمشاركة في المونديال الثالث في تاريخ الكرة الجزائرية. وسيخضع المنتخب الوطني لآخر امتحان له في برنامجه التحضيري، من خلال المواجهة التي تجمعه يوم 5 جوان مع شقيقه منتخب الإمارات العربية المتحدة، في مباراة يراهن عليها كثيرا المدرب رابح سعدان، الذي يرى فيها الفرصة الأخيرة لتحديد ملامح التعداد الذي سيلعب به المباراة الأولى، ولو أن الوقت يبدو مبكرا لضبط التشكيلة المثالية، التي ربما تكون قد ارتسمت له لكن لا يريد الكشف عنها. سعدان و''مقاتلو الصحراء'' الذين استفادوا مما يعرف في المعسكرات ب ''كارتيي ليبر'' ولمدة، 48 ساعة، ربما يكون قد تنفس بعض الشيء، بحكم الضغط الذي فرضته نتيجة مباراة دبلن يوم الجمعة الفارط، والتي اعتبرها سعدان شخصيا بأنها ثقيلة، ولو أنه تدارك وقال أن النتائج لا تهمني بقدر ما يهمني خلق الانسجام الذي نسعى اليه. وقد قضى كل لاعب من لاعبي المنتخب الوطني كل على طريقته فترة ال 48 ساعة، وشوهد الكثير منهم في العاصمة الباريسية، كما تواجد كذلك المدرب رابح سعدان الذي كرر من هناك، بأنه سيعمل على معالجة النقائص التي سجلت في لقاء ايرلندا ووعد بإيجاد الحلول على مستوى خط الهجوم الذي يشكل هاجسه الأكبر، خاصة وأنه اعترف مباشرة بعد ذلك اللقاء بأن مشكل الهجوم كبير، وهو اعتراف في رأي العديد من النقاد جاء متأخرا، لكن هل يملك المدرب الوطني الوقت الكافي لمعالجته؟ قد يحدث ذلك إذا تحدثنا بلغة التفاؤل وصدقنا ما يقوله سعدان، الذي أوضح أن الأيام المقبلة التي تفصلنا عن المونديال ستسمح لنا بتصحيح الأخطاء التي لاحظناها على مستوى تجهيز الفريق، بل انه ذهب أبعد من ذلك حين قال ''إننا نتقدم في تجهيز الفريق وإعداد المجموعة بشكل جيد وعلينا أن نبقى متفائلين بمستقبل المنتخب الوطني''. وهكذا سيشكل تجمع نورمبرغ الخط الأخير في مسار سعدان، الذي سيعمل على تصحيح ما عجز عن تصحيحه في دبلن، وبعد ذلك لن يكون له أي عذر أو مبرر، خاصة وأنه القائل ''ان المونديال لن يلعبه إلا من كان جاهزا''، ولو أن هذا التربص قد يكشف عن الكثير من المفاجآت اذا صدقنا ما تردد من أخبار تبقى غير مؤكدة. هذا ما قاله سعدان للاعبيه عند كل تربص، حيث كان يحفزهم حتى على المنافسة فيما بينهم وبالتالي كان يدفعهم الى المزيد من المواظبة في التدريبات والصبر على برنامج التحضير من خلال ارتفاع وتيرة العمل التي تجاوب معها البعض بحكم الفورمة الجيدة، ولم يقدر عليها البعض الآخر بسبب الإصابة او الإرهاق على غرار ما حدث لبوقرة الذي لعب أكثر من 40 مباراة على امتداد الموسم وتعرض للإصابة، وحسن يبدة الذي تواجد مع فريقه بورتسموث الإنكليزي حتى آخر لحظة، وكذا بلحاج العائد من إصابة والذي لعب نصف مباراة أمام ايرلندا. ويبدو ان البرنامج التدريبي الخاص الذي خضع له هؤلاء قد اراحهم بدنيا ونفسيا ايضا، فهم لم يتدربوا مع المجموعة إلا في حالات نادرة وظلوا على امتداد تربص كرانس مونتانا تحت المراقبة الطبية، كما أن طبيب المنتخب الوطني، قد نصح سعدان بعدم المجازفة بهم في مباراة ايرلندا، وبذلك لم يدرج بوقرة ويبدة ومطمور ولو ان هذا الأخير قد لا يشارك في مباراة الإمارات العربية المتحدة بسبب بعض الآلآم التي مازالت تنغص عليه وتهدده بما هو أبعد من مباراة الإمارات. وقد كشف سعدان من باريس اول أمس، أن اللاعب مطمور لم يتماثل بعد للشفاء ولن يجازف به في اللقاء التحضيري القادم، بخلاف يبدة وبوقرة وعنتر يحيى الذين جهزوا تجهيزا كافيا وبإمكانهم لعب أية مباراة قبل وأثناء المونديال. ومثل هذا التأكيد جاء أيضا على لسان مجيد بوقرة الذي طمأن أنصار المنتخب الوطني، بأنه جاهز ومتشوق لمواجهة روني نجم انكلترا أو البعبع الذي يخشاه كبار المدافعين في العالم. كما أبدى حسن يبدة جاهزيته للمونديال وقال أن فترة الراحة التي استفاد منها خففت عنه بالدرجة الاولى الضغط البدني، كما ان البرنامج الخاص الذي خضع له اثناء تربص كرانس مونتانا جعله يشعر اكثر من أي وقت مضى، بأنه جاهز للعب مباراة الإماراتالمتحدة. تلك هي آخر مستجدات المنتخب الوطني قبل الشروع في معسكر الخط الأخير الذي يدخله ابتداء من 6 جوان جبهة المونديال بما ملك من عدة و زاد، لكن ثمة أخبار تشير الى ان سعدان ربما يحمل أفكارا جديدة على ضوء بعض المعطيات التي تخمرت في آخر لحظة، والتي تتحدث عن بعض التغييرات على خطط اللعب والتعداد الذي يريده لكل خطة.