يلعب غدا المنتخب الوطني لكرة القدم غدا بملعب كيب تاون، واحدة من اهم مباريات المجموعة الثالثة في يومها الثاني، وذلك امام نظبره الإنكليزي، الذي يسعى بدوره لتدارك موقفه الصعب، بعد تعادله في الجولة الاولى امام نظيره الأمريكي الذي فرض عليه التعادل وحشره في زاوبة ضيقة لن يخرج منها الا اذا فاز على الجزائر... لكن في اية ظروف ستجري هذه المباراة وكيف استعد اليها كل طرف؟ سؤال يطرحه النقاد بحدة ويسعى كل طرف ليجيب عنه بالطريقة التي يراها مناسبة للتأثير على خصمه، ولو ان المدرب رابح سعدان يفضل التحفظ في الحديث عن الفوز ويقول لكل شيء اوانه، خاصة في هذا الظرف بالذات الذي سعى فيه الى ترميم ما افسدته نتيجة مباراة سلوفينيا التي وضعت ''ثعالب الصحراء'' في عنق الزجاجة وربما عصفت بكل الحظوظ. سعدان وفي تصريح مقتضب لم يخف تخوفه من المباراة وقال انها تعد مصيرية، لأنها بصريح العبارة تلعب امام اقوى منتخبات المجموعة، لكنه قال ''لن نلعبها بمركب نقص وقد درست الموقف مع اللاعبين وأقنعتهم بوضع نتيجة مباراة سلوفينيا وراء ظهورهم واللعب بندية، لأن المباريات تختلف والخصم يختلف ايضا، ولا شيء ثابت في الكرة''. لكنه يستدرك ويقول ''اننا هنا ومن خلال مباراة انكلترا والولايات المتحدةالامريكية، سنتعلم الكثير وستكون الفرصة امام لاعبينا للاستفادة من هذه الفرصة التي يجب استغلال عبرها ودروسها، كما يجب علينا ان نتعلم من النكسات ونمكن لاعبينا من اكتساب ثقافة رد الفعل الإيجابي مهما كان الخصم وتحت أي ظرف''. ويأتي هذا التصريح على ضوء الحصة التدريبية التي اجراها المنتخب الوطني امس، والتي تعتبر ما قبل الأخيرة أي قبل تنقله اليوم الخميس الى كيب تاون التي سيكتفي فيها بحصة تدريبية واحدة، وعلى ضوئها سيعمل سعدان على ضبط التعداد الذي سيعرف تغييرات قد تكون ملموسة، خاصة على مستوى خط الهجوم، الذي ربما سيكون للاعب بودبوز دور اساسي فيه إذا اخذنا بعين الاعتبار ما وقفنا عليه في حصة يوم الثلاثاء، ولو ان تلك التطبيقات التي وقفنا عليها لا تعبر بأي حال من الاحوال عن نوايا سعدان الذي تعود على توخي اساليب المراوغة، كما ان حصة يوم الاربعاء كانت تبين هي الاخرى ان سعدان لا يزال يتريث في تشخيص ملامح التعداد الذي يراهن عليه. وتؤكد بعض التسريبات من محيطه، ان سعدان يجهز كل الأوراق في الدفاع كما في الهجوم، اما الوسط فهو ثابت لا يتغير، في حين قد يوظف في الحرلسة ورقة مبولحي بدل شاوشي، خاصة وان هذا الاخير بات يعاني من ارهاق وتشنج عصبي ناتج عن انعكاسات نتيجة المباراة الاولى، حيث يتحمل نسبة كبيرة من الهزيمة، وتعويضه بمبولحي مطروح على اكثر من صعيد، وإذا حدث فالأكيد انه لن يندم عليه، خاصة وأن هناك أصواتا تقول بضرورة اتاحة الفرصة للأحسن، والاحسن كما تراه هذه الاوساط هو مبولحي. اما الهجوم الذي ظل ولمدة طويلة نقطة ضعف المنتخب الجزائري، بل وظل الورقة المستعصية التي جربت الكثير من البدائل دون جدوى، فهو وبعد ان تخلص من غزال، الأكيد انه يتجه لتوظيف ورقة بودبوز الذي تدرب مع المجموعة الأساسية كما تدرب جبور الذي لعب 70 دقيقة من مباراة سلوفينيا وعوض بغزال، وهذا طبعا الى جانب مطمور الذي سيكون حصان الرهان. هذه التخمينات لم يرفضها سعدان عندما حصره بعض الصحافيين قبل انتهاء تدريبات يوم الثلاثاء، وكعادته قال ''اننا نسعى لإعادة البناء، خاصة وانكم تدركون اين يكمن الخلل، وعليه، فالبحث عن الخطة الامثل جار مهما صعبت المهمة، وعليه دعونا نعمل في هدوء لعلنا نصل الى نتيجة ايجابية''. اما اذا تحدثنا عن استعدادات اللاعبين، فالملاحظ ان تأثيرات هزيمة مباراة سلوفينيا مازالت تسيطر على ذهنية اللاعبين بالرغم من محاولة الكثير منهم تجاوزها اوالتظاهر بأنهم يعتبرونها من الماضي حتى ولو كان قريبا، من ذلك ان قائد المنتخب الوطني عنتر يحيى الذي تأثر كثيرا لما كتبته بعض الصحف الفرنسية، التي انتقدت على وجه الخصوص محترفينا وقالت انهم لم يقدموا شيئا امام سلوفينيا، فقد قال ل '' المساء '' ''لقد تجاوزنا عقدة الهزيمة ونركز بكل ما نملك من قدرة على مباراة انكلترا التي يجب ان نلعبها بندية ولابد من نسيان الهزيمة، وأظن ان كل رفاقي واعون بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم، خاصة واننا تحدثنا كثيرا في الأمر وقررنا ان ننتفض ونثأر من الهزيمة التي تعرضنا لها في وقت كانت المباراة تحت رحمة اقدامنا''. أما بودبوز الذي تأثرا كثيرا عقب المباراة الفارطة التي كان فيها احتياطيا دون ان يلعب، فهو ومن خلال دردشة هامشية خاطفة لم يخف رغبته حين يقول ''إنني في انتظار فرصتي الحقيقية، وأظن أن المدرب رابح سعدان يعي ذالك جيدا وليس هناك احسن من مباراة انكلترا التي تبدو في رأيي حساسة لكنها ملعوبة، لأن في مثل هذا المستوى من المنافسة ليس هناك ضعيف او قوي وفائز او منهزم، وحتى أكون صريحا، أقول انني تدربت بانتظام وربما فرصتي اقوى من أي وقت آخر''. يقول بودبوز هذا الكلام بعد ان اصبح الهجوم في حاجة الى بدائل قادرة على اضافة الجديد وقادرة على مطاردة النحس الذي لازم الخط الأمامي وحال دون تنشيط هذا الخط الذي كان يجب ان يكون آلة حقيقية، بالنظر إلى الأسماء الرنانة التي يتوفر عليها والتي قادته باقتدار ونجاح في التصفيات. مطمور قال ان الخط الهجومي في حاجة إلى لاعبين يساندونه من قرب أي من الوسط بمعنى انه في حاجة الى خطة يتكامل بها الفريق، كما أننا في حاجة الى روح الفريق التي بدونها يبقى الجهد دوما مشتتا ويبقى العقم قائما، لكنه يصر كما يصر رفاقه، على لعب مباراة الغد بقوة ورباطة جأش طالما ان بين الفريقين نقطة واحدة من جهة وطالما انه لا يزال يصر بأن هزيمة المباراة الاولى امام سلوفينيا كانت بمثابة تعثر، لأن منتخبنا كان الأحسن والأكثر تحكما في الكرة. تلك هي أبرز الملاحظات التي سجلتها في آخر حصة تدريبية اجراها المنتخب الوطني بملعب ايغو بمقاطعة سان لامير بديربان، التي غادرها المنتخب الوطني اليوم قبل التحاقه بمدينة كيب تاون، حيث سيقوم اليوم المدرب الوطني بوضع اللمسات التي يراها مناسبة، لخوض مواجهة الغذ.