أصدرت محكمة الجنايات لمجلس قضاء سكيكدة مؤخرا، حكما بإعدام المتهم المدعو (ط/ب) البالغ من العمر 26 عاما، لتورطه في جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار باستعمال التعذيب وارتكاب أعمال وحشية وجنحة إخفاء جثة ذهبت ضحيتها خطيبته المرحومة (ب/ د) البالغة من العمر 23 عاما... تتلخص وقائع هذه القضية التي هزت مدينة سكيكدة لبشاعتها، حسب اعترافات المتهم، في أنه ومنذ تاريخ 10/05/2008 نشأت علاقة بينه وبين الضحية (ب/د) تطورت إلى علاقة غرامية خاصة وعميقة وصلت إلى حد ممارسة الجنس بينهما بطريقة عادية، ونظرا لتلك العلاقة تقدم المتهم إلى أهل الضحية الذين يقطنون بمدينة سوق أهراس وخطبها بصفة رسمية ومنذ تاريخ 26/06/2008 أصبحت الضحية تقيم معه ببيت والدته الكائن بحي مرج الذيب بمدينة سكيكدة، وهذا بعد أن رفضت صراحة الرجوع إلى بيت أهلها.. واستمرت الأوضاع بينهما هادئة إلى غاية وقوع الجريمة التي مارس فيها المتهم الذي تجرد يومها عن كامل إنسانيته أبشع أنواع التعذيب على خطيبته وبطريقة وحشية تقشعر لها الأبدان من تقييد وحرق بالنار وكي بالسكين الساخن وكسر للفك وفقأ للعين، فبتاريخ 14/11/ 2008 صباحا أخبرته خطيبته بأنها حامل منه، حينها أخبرها إن كانت صادقة فإنه مستعد لقبول الجنين وبالتالي الاعتراف بأبوته، ومنه وعدها بإبرام عقد زواج رسمي بينهما، أما في حالة ثبوت العكس فأخبرها مهددا بأنه سيضطر لطردها نهائيا وقطع علاقته معها، وفعلا تم القيام بالفحص لدى صيدلي وعندما تبين له بأنها غير حامل طلب منها مغادرة المنزل لأنه لا يرغب أن يعيش معها دون عقد شرعي، وحينما أحست بأن خطيبها مصر كل الإصرار على قطع علاقته معها نهائيا شرعت بالصراخ بصوت جد مرتفع، أثناءها صفعها صفعة عنيفة على خدها ليتوجه إلى المطبخ وبعد أن قام بإشعال الموقد الذي هو عبارة عن ''طابونة'' لحقت به الضحية وهي تصرخ وتشتمه، حينها ازداد غضبه فأخذ قطعة من حديد على شكل مشواة وسكين ووضعهما على الموقد وبعد فترة وبوحشية لا مثيل لها شرع في كيها على مختلف أنحاء جسمها دون استثناء، خاصة وأنها كانت عارية تماما وأمام مواصلتها الصراخ تركها بغرفة المطبخ في حالة يرثى لها ثم توجه هو إلى قاعة الاستقبال فلحقت به، أثناءها وقع عراك بينهما قام إثره بضربها بلكمات وركلات على مستوى الوجه ألحقها بصفعتين عنيفتين، ولم يكتف بذلك، بل أخذ عصا كانت فوق الخزانة وبعد أن دفعها إلى الخلف وجه لها ضربتين على الرأس والكتف والفخذ وبعد أن أفرغ كل غضبه في الضحية توجه إلى قاعة الاستقبال ليغير ثيابه ومنها مغادرة البيت غير مكترث بحالتها ووضعها الصحي.. لتتطور الأمور بعدها إلى ما هو أسوأ حيث تقدمت إلى غرفة الاستقبال وأخبرت المتهم حسب الأقوال التي أدلى بها في مختلف مراحل التحقيق وكذا أمام المحكمة بأنها سوف تقوم بإدخال العصا التي كانت بيدها في جهازها التناسلي وبعد أن دخلت إلى غرفتها وبعد مدة زمنية سمعها تصرخ بصوت جد مرتفع ولما راح يتفقدها وجد العصا داخل فرجها والدماء تنزف منها فقام بنزعها وشرع في إسعافها ثم وضعها في الفراش وغطاها ليغادر البيت وكأن شيئا لم يكن وفي حدود الساعة السادسة و20 دقيقة رجع إلى بيت ولما وجد الضحية جثة هامدة راودته فكرة التخلص منها، فوضعها في كيس بلاستيكي ثم قام بسحبها إلى الخارج انطلاقا من الطابق الخامس إلى غاية مدخل العمارة وعلى بعد حوالي 25 مترا من العمارة رماها داخل بلوعة لصرف المياه القذرة، وفي حدود الساعة الثامنة مساء غادر مدينة سكيكدة باتجاه مدينة الجزائر العاصمة وعند وصوله إلى محطة الخروبة اتصل بخالته مستفسرا عن الحالة الصحية لوالدته، لتخبره هذه الأخيرة بضرورة العودة إلى سكيكدة لتسليم نفسه لمصالح الأمن وهذا بعد أن انفضح الأمر... المتهم وأمام هيئة المحكمة أنكر تهمة القتل والتعذيب، مصرحا بأن الضحية هي التي من قامت بذلك بعد أن أخبرها بأنه أصبح لا يريدها، والدة المتهم التي حاولت أمام محكمة الجنايات تبييض صورة ولدها الذي وصفته بالطفل المهذب الوديع، اعترفت بالعلاقة التي كانت تربط المتهم بالضحية التي أصبحت تعيش معه في المنزل مما جعلها تترك المنزل لابنها، أما هي فقد قررت الاستقرار في بيت والدها الكائن بوسط المدينة. مضيفة أنها ويوم الواقعة توجهت إلى منزل ابنها بغرض تفقده وهناك وجدت الضحية نائمة لا ترد عليها وأمام ذلك الوضع وشعورها بالخوف، توجهت مسرعة إلى الأمن الحضري الثالث مبلغة لكنها لما رجعت إلى المسكن رفقة مصالح الأمن ولم يتم العثور على أي شيء... مع الإشارة هنا إلى أن البحث الاجتماعي على المتهم خلص إلى أن هذا الأخير يتميز بسوء الأخلاق والانحراف نحو السلوك الإجرامي... للتذكير فإن ممثل الحق العام كان قد التمس عقوبة الإعدام للمتهم-.