أصدرت مؤخرا محكمة الجنايات لمجلس قضاء سكيكدة، حكما يقضي بإعدام المدعو »ج. ب«، لارتكابه جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد. تعود وقائع هذه القضية التي هزت آنذاك منطقة عزابة وما جاورها، الى تاريخ 21 أوت 2006، ففي حدود الساعة التاسعة والنصف صباحا تلقى عناصر الفرقة الاقليمية للدرك الوطني لعزابة، مكالمة هاتفية من مناوب القطاع الصحي لهذه الاخيرة، مفادها استقبال جثة امرأة مصابة بعدة طعنات بأنحاء جسدها، ليتضح لهم بعد المعاينة التي قاموا بها بأنها للمدعوة »ق.س« البالغة من العمر 36 سنة والقاطنة بقرية منزل بنديش عمار التابعة اقليميا لبلدية عزابة، وانطلاقا من ذلك شرعوا في اجراء التحريات، ليتمكنوا من معرفة القاتل الذي لم يكن في واقع الامر سوى قريب الضحية المدعو »ح. ب«، وحسب الشهادة التي ادلى بها احد الشهود وهو جار الضحية، فإنه حوالي الساعة التاسعة ليلا وبينما كان متواجدا في مسكنه اذ به يسمع صراخا منبعثا من بيت جارته، الامر الذي ادى به إلى الاسراع نحو مسكنها لكنه بمجرد ان دخل تفاجأ بوجود الضحية ساقطة على الارض وسط فناء منزلها وجسدها ملطخ بالدماء، فلما سألها عن الفاعل أعلمته بأنه (ب)، أثناءها شاهده وهو يتسلق الجدار للهروب فلحق به وعلى الرغم من انه تمكن من الامساك به إلا أنه افلت منه بأعجوبة، عندها رجع الى الضحية وبعد ان اسندها على الباب الرئيسي لمسكنها، سارع لاحضار سيارة لنقلها الى المستشفى، لكنه عندما رجع وجدها قد سقطت ثانية على الارض وسط نزيف دموي حاد. المتهم وعند التحقيق معه وكذا امام هيئة المحكمة اعترف بارتكابه لجريمة قتل الضحية. مضيفا أنه وأثناء ارتكابه لتلك الجريمة كان في حالة سكر، وأنه لما دخل الى مسكن هذه الاخيرة وتحت تأثير الخمر احدث ضجيجا، مما أدى الى اكتشاف امره ولما اقتربت منه الضحية التي كانت في حالة ذعر وخوف كبيرين، طلب منها كوب ماء، ولما توجهت الى المطبخ تبعها ثم اشهر في وجهها سكينا وقام باقتيادها نحو الفناء مكمما فاها بيده، ولما حاولت التملص من قبضته وبكل وحشية لا مثيل لها، وجه لها طعنات على مستوى الصدر اسقطتها ارضا، لكنه عندما رأى جاره مقبلا تسلق الجدار وفر هاربا. مضيفا بأنه لم يكن ينوي قتل الضحية. مستطردا أمام هيئة المحكمة، أنه ومنذ ان تم تسريحه من الجيش سنة 2004 بسبب اعاقته الذهنية وهو يعيش ظروفا نفسية جد قاسية ومعقدة، ومازاد في تدهور سلوكه الذي اضحى كله عدوانيا معاملة والده القاسية منذ الصغر، والذي كان من حين لآخر يقوم بربطه في المستودع. للعلم، فإن أعوان الدرك الوطني وعند قيامهم بمعاينة اغراض الضحية، لم يعثرواعلى الحزام الذهبي المرصع، وكذا خاتم متوسط الحجم وسلسلة ذهبية وبعض المصوغات، بالإضافة الى اختفاء مبلغ مالي يقدر ب000.30 دج. المتهم وعلى الرغم من أنه حاول استعطاف هيئة المحكمة عندما شرح لهم الظروف القاسية التي عاشها والإعاقة الذهنية التي ادخلته مستشفى الامراض العقلية لمدة شهر، إلا أن وحشية الجريمة المرتكبة كانت كفيلة بتسليط عقوبة الإعدام في حقه.