بعد غياب طويل عن سوق الكاسيت دام ثلاث سنوات، يستعد صاحب الأغنية الشعبية والصوت الرخيم، ناصر مقداد، للتحضير لعمل فني كبير، يتمثل في طرح البومين غنائيين جديدين دفعة واحدة، احدهما تراثي والآخر متنوع ويجتمعان في خانة الجديد. ... سيحمل الألبوم الأول ثماني أغانٍ متنوعة ذات طابع إيقاعي خفيف مواضيعها متنوعة، حيث قال المطرب الشعبي ''أحضر هذا العام مجموعة أغان جديدة، ستكون في ألبومين غنائيين، الأول أغان من التراث الجزائري أعيد غناؤها بموسيقى حديثة، والثاني أغان خفيفة طقطوقة''. مبررا اختياره للأغنية الخفيفة بأن الشباب الجزائري يحب هذا اللون الغنائي. في هذا العمل الجديد يتغنى مقداد بالجزائر الغالية، حيث يتطرق الى جمالها الطبيعي الأخاد والى سماحة أهلها الطيبين، كما حمل ذات الألبوم حديثا عن الغربة ومرارتها، اما بالنسبة لباقي الأغاني فهي مزيج بين الأغاني الاجتماعية والعاطفية. كما تعامل مقداد مع عدة أسماء لامعة في عالم الاغنية الشعبية منهم احمد اوديناش، كمال شرشار، ياسين اوعابد. اما الألبوم الثاني فقد اختار ناصر ان يكون تراثيا 100 % بحيث جمع بين العديد من قصائد التراث من نوع الحوزي، النوبة والعروبي التي لم يسبق ان أعادها أي فنان من قبل. ومن المقرران يصدر هذا الولود الجديد قريبا جدا. وحول مدى إقبال الجمهور على الأغنيات التي يقوم بتلحينها، قال في حوار ل"mbc" الإقبال لا بأس به، فهو إقبال جيد؛ لأنها أغانٍ قصيرة، لا تتجاوز مدة الأغنية خمس دقائق، ولحنها خفيف يمكن تسميتها ''الطقطوقة''، لهذا انتشرت في أوساط الشباب. وكشف مقداد عن أنه يفكر في مشروع غنائي للطفل، غير أن العثور على كلمات مناسبة لا يزال العقبة الكبرى في سبيل إتمام هذا المشروع الفني. معربا عن أمله في التعاون مع المطرب الجزائري الكبير الحاج رابح درياسة، حتى يمده بكلمات والحان تناسب الأطفال. وحول مقارنة الغناء الشعبي بأغاني الراي الشهيرة في الجزائر، والتي عرفت طريقها إلى الشهرة منذ عقدين على الأكثر، قال مقداد ''الراي ليس حديثا في الجزائر فهو من التراث، فقبل الراي كانت الأغنية الوهرانية البدوية تغنى في أماكن معينة، فتم تطوير كلماتها وألحانها على يد الشاب خالد وجيله من مطربي الراي، فانتشرت لتصبح أغنية شبابية لها ريتم راقص يهواه الشباب". وأضاف أن ''الغناء الشعبي يحتوي على جميع المقامات والإيقاعات الراقصة والهادئة، فالغناء الشعبي متنوع الإيقاع أكثر من غناء الراي، ولكن في العقد الأخير من القرن الماضي، وخلال أزمة العنف، اتجه الشباب نحو أغنية الراي، فبرز على الساحة الفنية". غير أنه استدرك، قائلا ''لكن هؤلاء الشباب سوف يستمعون للأغاني الشعبية بعدما يتجاوزن سن الشباب، والاختلاف ضئيل بين الراي والشعبي من حيث اللحن، فتسريع الإيقاع ينقل اللحن من الشعبي الهادئ إلى الراي الراقص، أما الكلمات فتختلف''. وأضاف قائلا ''كلمات الغناء الشعبي وقورة رزينة، بينما كلمات الراي هابطة، فأغاني الشعبي تستطيع العائلة الجزائرية مجتمعة أن تسمعها، أما الراي فلا يمكن أبدا سماعه من قبل الأسرة، نظرا لكلماته الهابطة". واستثنى ناصر مقداد الشاب خالد والشاب مامي وبعض المطربين من وصف أغانيهم بالهابطة، وقال ''هناك من يغني الراي بكلمات جميلة، مثل الهواري بوشناف والشاب خالد والشاب مامي، فلديهم مستوى راق لأغنية الراي". وحول وصف البعض لأغنياته التي يكتب كلماتها ويلحنها ويؤديها، بأغاني ''السندويتش''، قال مقداد ''في الفن الشعبي لا يوجد فن السندويتش؛ لأن كلمات الفن الشعبي هي شعر تناقلته الأجيال جيلا عن جيل، وهي قصائد طويلة نظمها الأولون، وفيها قيم ومديح ديني ونصائح". يذكر أن المطرب ناصر مقداد من مواليد حي القصبة العتيق بالجزائر العاصمة، نشأ في عائلة محافظة، وهو في الأصل أستاذ موسيقى، بدأ الغناء عام 1973 وعمره عشر سنوات، كان يدرس الموسيقى في الكونسرفتوار، وأستاذه الحاج محمد العنقة أشهر مطرب جزائري بالغناء الشعبي، وتتلمذ مقداد على أيدي أعمدة الغناء الشعبي في الجزائر، كما درس الموسيقى على أيدي أساتذة فرنسيين عملوا في الكونسرفتوار، وتعلم ناصر مقداد الموسيقى الأندلسية والشعبية. ويشكو ناصر من عدم وجود شركات إنتاج تتحمل نفقات وتوزيع إنتاج المطربين، لذا يقوم هو بكل شيء من تسجيل وتسويق.