تتوجه الأنظار مساء هذاً الأربعاء إلى ملعب ''موزيس مابهيدا'' بدوربان، الذي يحتضن مباراة نارية - ثأرية تجمع المنتخبين الألماني والإسباني في النصف النهائي الثاني لمونديال جنوب إفريقيا... (''و.أ.ف'') وستكون هذه المواجهة تاريخية بكافة المعايير، فإلى جانب أنها تجمع بين المنتخبين اللذين قدما حتى الآن أفضل مستوى، ستكون المباراة الثامنة والتسعين لألمانيا في النهائيات، لتنفرد بالرقم القياسي الذي كانت تتقاسمه مع البرازيل، كما قد تشهد دخول مهاجم ال''مانشافت'' ميروسلاف كلوزه التاريخ، إذا وجد طريقه إلى الشباك ما سيجعله يعادل أو يحطم الرقم القياسي المسجل باسم البرازيلي رونالدو (15 هدفاً)، والأهم من الرقم القياسي أن ألمانيا إذا نجحت في تخطي عقبة أبطال أوروبا، ستنفرد برقم قياسي من حيث المباريات النهائية في تاريخها، علماً بأن ال''مانشافت'' يتأهل الى المربع الذهبي للمرة الثانية عشر في تاريخه وهذا رقم قياسي لم يسبقه إليه أي منتخب. وترفع الآلة الألمانية قبل كل هذه الإحصائيات والأرقام القياسية، شعار الثأر من نظرائهم الإسبان الذين كانوا تغلبوا عليهم في نهائي كأس أوروبا 2008 بهدف سجله فرناندو توريس، الذي أعاد ''لا فوريا روخا'' إلى منصة التتويج للمرة الثانية في تاريخه بعد أن أحرز اللقب القاري عام .1964 وستكون المواجهة نارية تماماً نظراً للمستوى الذي قدمه المنتخبان، إذ أكد المنتخب الألماني بحلته الشابة أن فوزه العريض على إنكلترا (4-1) في الدور الثاني لم يكن وليد الصدفة، لأنه لقن نظيره الأرجنتيني درساً قاسياً وبلغ نصف النهائي بالفوز عليه 4-,0 في حين عانى الإسبان أمام الأداء الدفاعي للباراغواي، لكنهم نجحوا في نهاية المطاف بالخروج فائزين عبر بطلهم فيا، ليبلغوا نصف النهائي للمرة الثانية في تاريخهم بعد عام .1950 والنقطة السلبية الوحيدة التي خرج بها الألمان من مواجهة ''راقصي التانغو''، هي أنهم سيفتقدون خدمات نجمهم المتألق توماس مولر لأنه حصل على إنذار ثان. وأكد المدرب يواكيم لوف الذي يأمل قيادة ألمانيا إلى النهائي للمرة الثامنة في تاريخها، أن غياب مولر يشكل ضربة قاسية ل''المانشافت''، لكنه غير قلق لأنه يملك البديل القادر على سد الفراغ. مضيفاً: '' لقد رأيت البطاقة الصفراء ولا أدري لماذا حصل عليها، الكرة لمست فخذه ثم يده، أنا أشكك في صحة هذا القرار، لكن في الماضي تمكنا من استبدال لاعبين مثل مولر وسنواصل هذا الأمر''. ويملك لوف خيارات عديدة حسب الخطة التي سيعتمدها، فإذا أراد أن يلعب بثلاثي وسط هجومي كما كان حاله حتى الآن، فهناك ماركو مارين وتوني كروس وبيوتر تروشوفكسي، أما إذا أراد الاعتماد على مهاجمين وإدخال تعديل على خطته المعتادة فبإمكانه اللجوء إلى كاكاو الذي يبدو أنه تعافى من الإصابة أو ماريو غوميز أو اشتيفان كيسيلنغ. وفي الجهة المقابلة، يبحث فيا عن دخول تاريخ منتخب بلاده، بعدما أصبح على بعد هدف واحد من معادلة الرقم القياسي من حيث عدد الأهداف مع المنتخب الإسباني والمسجل باسم راوول غونزاليز... سأن أنهي البطولة كأفضل مسجل يعتبر من آخر همومي''.. هذا ما قاله فيا بعد أن تصدر ترتيب هدافي المونديال برصيد 5 أهداف، رافعاً رصيده إلى ثمانية أهداف في النهائيات و43 مع المنتخب ليصبح على بعد هدف واحد من راوول غونزاليز، الذي احتاج إلى 102 مباراة لتسجيل 44 هدفاً، أي ما معدله 431,0 هدف في المباراة الواحدة، في حين احتاج فيا إلى 63 مباراة فقط ليسجل 43 هدفاً، أي ما معدله 683,0 هدف في المباراة الواحدة. وأضاف فيا الذي أصبح أفضل هداف إسبانيا في نهائيات كأس العالم بعدما تقدم على اميليو بوتراغوينيو وفرناندو هييرو وفرناندو مورينيتيس وراوول : ''الأمر الأهم هو أن نصل إلى النهائي سواء من خلال تسجيلي أو تسجيل أحد غيري، أنا سعيد بتسجيلي الأهداف لكني أكثر سعادة عندما يفوز الفريقس. وبخصوص مباراة اليوم، قال المدرب فيسنتي دل بوسكي: ''نأمل أن نرفع مستوى لعبنا وأتمنى أن نلعب بشكل أفضل وأن نحتفل بالتأهل إلى النهائيس. أما لاعب الوسط المميز اندريس انييستا الذي كان خلف الهدف الذي سجله فيا في الدقائق الأخيرة أمام الباراغواي، فأشار إلى أنه يتطلع بفارغ الصبر إلى مواجهة ألمانيا. مضيفاً: ''سنلعب ضدهم مجدداً لكني لا أعتقد أن ما حصل قبل عامين سيكون له أي تأثير على هذه المباراة. قدمت ألمانيا أداءً رائعاً في هذه النهائيات حتى الآن، وبعيداً عن نتائجها الرائعة هي تقدم أداء مميزا جدا أيضاًس. وواصل صانع ألعاب برشلونة قائلا: ''من المؤكد أنهم سيكونون محفزين جداً لكننا نحن أيضاً في قمة مستوانا وعازمون على التقدم خطوة أخرى، ستكون مباراة بين فريقين يحبذان الاستحواذ على الكرة، اعتقد أنها ستكون مباراة رائعةس. وستكون مواجهة هذا المساء الرابعة في النهائيات بين إسبانياوألمانيا، ولم تفز الأولى في أي مناسبة حتى الآن، إذ خرجت ألمانياالغربية (سابقا) منتصرة 2-1 في الدور الأول من مونديال ,1966 وبالنتيجة ذاتها في الدور الثاني لمونديال ,1982 وتعادلتا 1-1 في الدور الأول لمونديال ,1994 لكن الأسبان يتفوقون في نهائيات كأس أوروبا، إذ فازوا مرتين في دور المجموعات عام 1984 (1-0) ونهائي 2008 (1-0)، فيما فاز الألمان مرة واحدة في دور المجموعات عام 1988 (2-0).