أكدت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف أمس على ضرورة تجند كافة المعنيين لإعداد نمط موحد لبناء المرافق الدينية وبذل قصارى جهدهم لإعطاء هذه الإنجازات لمسة جزائرية إسلامية متميزة. وأضاف رئيس ديوان الوزير السيد محمود زواي لدى إشرافه بدار الإمام بالعاصمة على افتتاح اليوم الدراسي حول إعداد نمط موحد لبناء المرافق ذات الوظائف الدينية أن توحيد نمط بناء المساجد والمدارس القرآنية والمعاهد الإسلامية والمراكز الثقافية الإسلامية في الجزائر ''أمانة قوية'' ستحملها مكاتب الدراسات والمهندسون المعماريون وجميع الخبراء المعنيين. وأضاف نفس المسؤول مخاطبا الخبراء والمهندسين المعماريين المشاركين في هذا اللقاء التقني التشاوري أن ''وضع نمطية موحدة للمرافق الدينية بصمة قوية ستضعونها في تاريخ الجزائر'' داعيا إياهم إلى التعاون مع قطاع الشؤون الدينية بما يملكونه من خبرة ومعارف. وألح السيد زواي على الخبراء المعماريين بأن يقدموا ''كل ما لديهم'' من أفكار في سبيل استحداث هياكل منسجمة ستكون نواتها مسجد الجزائر الكبير الذي سترتبط به المساجد المركزية في جميع ولايات الوطن والمساجد الولائية ومساجد الأحياء''. وأكد في هذا الإطار أن مهمة هؤلاء الخبراء ''نبيلة'' لأنهم مكلفون بالحفاظ على الطابع المعماري الجزائري والمغاربي والهوية المحلية أمام التحديات التي يفرضها العصر والحراك الذي يشهده المجتمع. ومن ناحيته أكد مدير الوسائل بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف السيد محمد أوكبدان في محاضرة عنونها ب''استراتيجية الوزارة في نمطية إنجاز المساجد والهياكل المعمارية الإسلامية'' أن القطاع ''يعمل على تجسيد استراتيجية عامة لإعطاء المسجد دوره الطلائعي في المجتمع بالنظر إلى الدور الفعال الذي يؤديه في التوعية والتوجيه والمحافظة على الوحدة الوطنية والحفاظ على الجانب التعبدي''. وترتكز هذه الاستراتيجية في جانبها المادي -كما أوضح- على إحداث هيكلة منسجمة في المرافق الدينية تنطلق من جامع الجزائر كنقطة ارتكاز'' مضيفا أن إعطاء هذه المرافق ''طابعا معماريا اسلاميا مميزا'' يعتمد على ''وضع دفتر شروط يجمع بين الجانب الحضاري والتقني''. ومن جهة أخرى أشار السيد أوكبدان إلى أن القطاع استفاد في إطار المخطط الخماسي 2010-2014 من برامج تنموية هامة أبرزها بناء 15 مسجدا قطبا في عدد من الولايات يكون نموذجا مصغرا عن المسجد الكبير كما سيتم بناء 15 مدرسة قرآنية نموذجية في إطار نفس المخطط بالإضافة إلى بناء 5 معاهد اسلامية. وأكد أنه تم تسجيل مشاريع أخرى في المخطط الخماسي السابق (2005-2009) منها ''بناء 48 مقرا لمديريات الشؤون الدينية و48 فرعا للمركز الثقافي الإسلامي'' مضيفا أن ''الجزائر تحصي 15 ألف مسجد عام وأكثر من 3 آلاف مشروع بناء مساجد جديدة بدأت تنتشر في جميع أرجاء الوطن تتكفل بها جمعيات دينية في أغلب الأحيان بالإضافة إلى المحسنين''. كما أشار إلى أن عدم اعتماد القائمين على إنجاز المساجد على مقاييس ثابتة من حيث اختيار المساحة والأشكال استدعى أيضا إثراء المرسوم 91-81 المؤرخ في مارس 1991 المتعلق ببناء المسجد وكذا إلى ضرورة وضع خارطة للمسجد وإثراء المرسوم الذي ينشئ وينظم المدرسة القرآنية. ومن جهة أخرى، يحضر قطاع الشؤون الدينية والأوقاف لمدونة التزامات خاصة بأئمة المساجد تكون جاهزة قبل شهر رمضان المقبل، حسبما كشف عنه أمس بالجزائر العاصمة المستشار الإعلامي بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف السيد عدة فلاحي. وأوضح السيد فلاحي في تصريح أدلى به بدار الإمام على هامش أشغال هذا اليوم الدراسي أن ''هناك تفكيرا على مستوى الوزارة لوضع ميثاق يحترم فيه كل الإطارات العاملة في السلك الديني والأئمة المرجعية الدينية الوطنية لتفادي أية خروقات أوخروج عن الإجماع الوطني''. وأضاف السيد فلاحي أن وضع هذه المدونة التي تعكف الوزارة على تحضيرها فرضه ''الانفتاح على العالم الخارجي الذي يسمح بدخول عدة تيارات للجزائر''، مشيرا إلى أنها ''حماية للمجتمع والدولة وللإطار نفسه لكي لا يخرج على ما أجمعت عليه المرجعية الوطنية''. كما تلزم هذه المدونة الموجهة للائمة باحترام قوانين الجمهورية زيادة على الالتزام الديني''.