تعيش عاصمة جرجرة منذ ال17 جويلية عرسا ثقافيا فنيا رائعا أبدعت فيه الفرق المشاركة في إطار فعاليات المهرجان الثقافي العربي الإفريقي للرقص الفلكلوري في طبعته الخامسة، بأدائها لرقصات جملية عبرت عن تقاليدها وعاداتها العريقة من خلال استعراض طرق إحيائها للأعراس ومختلف المناسبات السعيدة كل على طريقته الخاصة. وقد حاولت كل فرقة استغلال وقتها المحدد لتقديم عرضها للتعريف بتراثها الأصيل، حيث نقلت كل فرقة مشاركة، طرق إحياء واحتفال العائلات بعادات وطقوس مختلفة موروثة لها معاني ودلائل قوية نظرا لتأثير ذلك على الحياة اليومية، حيث كانت الانطلاقة أمس لفرقة ''بابمبا'' الممثلة لدولة مالي والتي قدمت ثلاث رقصات مختلفة توحي الأولى بعادة تحييها العائلات المالية كل سنة والتي تمثل عصفور يخرج كل سنة ليخبرهم بما سيحدث من وقائع، حيث قام أحد أعضاء الفرقة بارتداء زي متنكر على شكر عصفور يرقص محاطا بالنساء والرجال الذين بدورهم أدوا رقصات إفريقية. وقد استمتع جمهور تيزي وزو بعرض لفرقة البادية من الأردن التي ألهبت أمس قاعة الحفلات بدار الثقافة مولود معمري، حيث رقص الجمهور رجالا ونساء على وقع إيقاعات جميلة منبعثة من عمق التراث الأردني الأصيل، فقد جلب اللباس التقليدي المتميز لهذه الفرقة والذي يجمع بين اللونين الأسود والأحمر أنظار الجمهور الذي يكتشف لأول مرة وعن قرب اللباس الأردني التقليدي. الفرقة قدمت عروضا جسدت إحياء حفل الزواج بالبادية الأردنية وأبهرت الفرقة الجمهور بالعروض الفلكلورية المستمدة من التراث الأصيل لمحيطها وبيئتها البدوية العريقة عراقة الحضارة العربية والتقاليد والعادات الأردنية، الفرقة استطاعت أيضا أن تنقل جمهورها لرحاب الأردن واطلاعهم على أهم التقاليد بالمنطقة، لتختتم الفرقة رقصاتها برفع العلمين الجزائري والأردني وتجوب أرجاء القاعة. مازاد الحماس بالقاعة التي ارتفعت درجة حرارتها من شدة ما أحدثته الرقصة الأردنية التي دفع أعضاؤها بدفع الجمهور إلى التجاوب معها حيث صفق طويلا. وكشف السيد نصر سليمان الترك رئيس الفرقة البادية للفنون الشعبية أن أعضاء الفرقة جد سعداء بوجودهم بولاية تيزي وزو ومشاركتهم في هذه التظاهرة التي تعد الأولى من نوعها، ولم يخف المتحدث فرحته الكبيرة من التجاوب الذي لقيته مختلف العروض التي قدمتها الفرقة قائلا: ''لقد كنا ننتظر أن نجد مهرجانا عاديا لكن حماس جمهور تيزي وزو حوله إلى عرس كبير، فالاستعراض الذي قامت به الفرق المشاركة زاد قوة وجمال المهرجان''. وأضاف المتحدث أن فرقة البادية تأسست سنة 2002 واستطاعت أن تفرض وجودها وتتخذ لنفسها مكانا في الزخم الثقافي والحضاري الذي تتمتع به الأردن مشيرا إلى أن الفرقة تتكون من 25 عضوا غير أنه لم يتمكن الكل من الحضور واكتفينا ب15 عضوا الذين قدموا عروضا فلكلورية ولعل ''رقصة التامر الأردني'' التي تعني بداية تهيئة العريس للقاء عروسته تحت إيقاعات موسيقية بدوية لقيت تجاوبا أبهر الفرقة. وكما حركت فرقة واتيرلو برقصاتها على أغنام أروع أغاني الراحل معطوب الوناس الجمهور الذي صفق وغن الأغنية إضافة إلى تأديتها عدة رقصات على أنغام مغنين أمثال الفنان تاكفاريناس، ايدير، لونيس ايت منقلات وغيرهم. كما رقص الجمهور مع فرقة بني يني التي أدت الرقص القبائلي وفرقة ''جسور الفن'' من قسنطينة التي قدمت رقصات تقليدية محضة جمعت بين الشاوي والقسنطيني والترقي في لوحات فلكلورية جميلة.