أسدل أمس بدار الثقافة مولود معمري بولاية تيزي وزو الستار على فعاليات المهرجان الثقافي العربي الإفريقي للرقص الفلكلوري في طبعته الخامسة، بتكريم المشاركين في هذا العرس الثقافي الذي جمع مختلف الأجناس والثقافات التي حطت رحالها بعاصمة جرجرة أسبوعا كاملا والتي فتحت قلبها وأبوابها للفرق المشاركة التي أمتعت جمهور الولاية وبلدياتها المحتضنة لمختلف العروض الفلكلورية. وألقى محافظ المهرجان ومدير الثقافة لتيزي وزو السيد الهادي ولد علي كلمة اختتامية قال فيها أن هذا المهرجان هو عنوان من عناوين الوفاء للتظاهرات الثقافية والفنية التي تعرفها البلاد، كما أنها حلقة للتقارب والتبادل. مشيرا إلى أن الاستعراضات المقدمة من طرف الفرق المشاركة مستوحاة من التراث الأصيل الذي يدعو إلى زرع الحب والسلام في نفوس الشعوب. ليشرع فيما بعد في تكريم الفرق المشاركة وكذا منشطي المحاضرات والمشاركين في المعرض وسوق المهرجان، حيث تم تكريم أولى الفرق التي قدمت من موطن الفيلة من عمق القارة السمراء السينغال، مالي، غينيا وكوت ديفوار ثم فرق وطنية معسكر وإيليزي ثم فرق محلية وغيرها من الفرق المشاركة في التظاهرة، التي حاولت خلال تقديمها لاستعراضاتها التعريف بتراثها الأصيل، حيث نقلت كل فرقة مشاركة، طرق احتفال العائلات بعادات وطقوس مختلفة موروثة لها معاني ودلائل قوية نظرا لتأثير ذلك على حياتهم اليومية. كما كرمت فرقة ''أصايل للفنون الشعبية'' تكريما خاصا ومتميزا على اعتبار أنها ورغم الاضطهاد الصهيوني الذي تعاني منه فلسطين إلا أنها كونت فرقة تعطي للمشاهد السعادة وترحل به في جولات مثيرة، فبعد مشاهدة الفرقة على الخشبة فإن فلسطين تكون أكثر قربا إلى قلبك. وقد لقيت مختلف الاستعراضات تجاوبا كبيرا لم يكن يتوقعه أعضاء الفرق الذين عبروا عن إعجابهم بحماس الجمهور الذي اهتز على إيقاعات عربية وافريقية تحمل معاني ودلائل قوية على اعتبار أن الرقص فن وأسلوب للتعبير عن معاناة، التحرر وغيرها فمثلا فرقة ''بابمبا'' المالية التي فرضت أسلوبا خاصا للرقص والفلكلور الإفريقي، للتأكيد على رغبتها في التجديد وكسر الفضول الثقافي بتقديمها عروض هي بمثابة دروس وعبر ترمز إلى أصالة وإبداع الفرقة المالية في التجديد الكوريغرافي والانسجام الحركي، إضافة إلى التأثير الذي أحدثته فرقة ''البادية'' الأردنية التي ألهبت أول أمس قاعة الحفلات بدار الثقافة مولود معمري، حيث رقص جمهور القاعة رجالا ونساء على وقع إيقاعات جميلة منبعثة من عمق التراث الأردني الأصيل. نفس الأمر للعرض الذي قدمته فرقة ''اتحاد شباب الثورة للفنون الشعبية'' من سوريا التي أبدى الجمهور معها تجاوبا كبيرا مع الرقصات المختلفة لأعضاء الفرقة وكذا استعراض ''فرقة النهضة الإفريقية''الممثلة للسنيغال التي أمتعت الحضور برقصات مقدسة وأخرى تعبير عن الفرح في قالب إفريقي محض. كما ألهبت فرقة ''واتيرلو'' برقصاتها على أغنام أروع أغاني الفنان تاكفاريناس، ايدير، لونيس ايت منقلات وكذا رقصات فرقة ''بني يني'' وفرقة ''تاقمت امسوحال'' التي أدت الرقص القبائلي وفرقة ''جسور الفن'' من قسنطينة التي قدمت رقصا تقليديا محضا جمعت بين الشاوي والقسنطيني والترقي في لوحات فلكلورية جميلة. كما قدمت فرقة ''امران'' إيليزي رقصة تراثية نابعة من عمق التراث الترقي الصحرواي الجميل، مما جعل الجمهور يثني على الاستعراضات الجملية التي أبدعت فيها الفرق المشاركة وخير دليل على ذلك التزايد والإقبال الكبيرين للعائلات على القاعة المحتضنة للتظاهرة يوما بعد يوم. وللتذكير عرفت الطبعة الخامسة للمهرجان الثقافي العربي الإفريقي للرقص الفلكلوري مشاركة 18 فرقة عربية وأجنبية. إضافة إلى فرق وطنية ومحلية من قسنطنية، إيليزي وتيزي وزو، حيث عاشت عاصمة جرجرة عرسا إفريقيا وعربيا منفتحا على مختلف الطبوع والثقافات بهدف ترقية الثقافة الشعبية وإعطائها بعدا محوريا في المجتمعات العربية والأفريقية، مما يضمن التواصل والتمسك بالهوية والتراث الشعبي الأصيل.