ضمنت الأغنية الجزائرية بمختلف أصنافها وأنواعها حضورا متميّزا لها في فعاليات مهرجان جميلة العربي المتواصل منذ 22 جويلية الجاري بالمدينة الأثرية بولاية سطيف، وسجّل إعلاميون ومتتبعون لهذا الحدث الثقافي العربي في طبعته السادسة ''بكثير من الفخر'' هذا الحضور في مهرجان ''ذي خصوصية فنية عربية'' بالأساس. ويؤكّد الإعلامي رياض معزوز من يومية ''البلاد'' أنّ أحسن السهرات السابقة التي جرت لحد الآن كانت ''من إمضاء فنانين ومطربين جزائريين'' رغم ما تعانيه الأغنية الجزائرية من تشكيك في قدرتها على التميّز والحضور ومقارعة الأسماء العربية التي تستضيفها مثل هذه المهرجانات''. من جهته، اعتبر الصحفي خالد ميهوب من الإذاعة الوطنية (القناة الثانية) لوكالة الأنباء الجزائرية أن مهرجان جميلة ''ناجح بالنظر إلى بصمات وإمضاءات فنانين جزائريين استقطبوا أكبر عدد من الإقبال والتجاوب الجماهيري على غرار لطفي دوبل كانو، ماسي، محمد علاوة، الشابة جميلة، زينو وبن زينة ما عكس - حسبه- ''تعطّشا كبيرا للجمهور للفنانين الجزائريين وكذا تعلّقه المتزايد بوطنه ومطربيه في ظلّ الاحترام الكامل لقيمة الفنانين العرب الذين يجدون دوما كلّ الترحيب والحفاوة الجديرة بالشعب الجزائري المضياف''. وأشارت مسعودة بوطلعة من يومية ''الخبر'' إلى ''كون الجمهور السطايفي الحاضر في مهرجان جميلة يمتلك خاصية التعاطي والتجاوب أكثر من مطربين يمثّلون تراثه الغنائي أو قريبين من الفلكلور السطايفي والقسنطيني عموما، ما كان وراء التجاوب الكبير مع هؤلاء المطربين''، فضلاً عن ''كونه ذوّاّقا لكلّ ما هو جميل'' و''كذا اهتمامه بمن يعبّر أكثر عن انشغالاته خاصة لدى الشباب مثلما كان الأمر مع لطفي دوبل كانو المعروف ''بجرأة الطرح والتواصل مع انشغالات الشباب''. وإلى ذلك يضيف الصحفي مهيرة سليمان من جريدة ''الشروق'' معطى آخر في هذا الحضور المتميّز للأغنية الجزائرية في مهرجان جميلة العربي ''ويتمثل في استعادة الثقة عموما بالأغنية والغناء الجزائري لاسيما بعد ملحمة أم درمان والمغامرة المونديالية للفريق الوطني الجزائري'' وهي مرحلة -يقول مهيرة- ''إعادة الثقة لكلّ ما هو جزائري كما صالحت الجزائريين فيما بينهم''. وبرأي بعض المتتبعين، فإنّ ''تنوّع الطبوع الجزائرية يشكّل مصدرا لثراء فني يطلب تعزيزه بمزيد من البحث والجدية في العمل، إلى جانب توفير شروط ممارسة فنية سليمة تثمّن الموروث الغنائي والثقافي الجزائري وتقدّم له الإضافات المطلوبة''، ومع ذلك سجّل متتبعون آخرون غياب بعض الأصناف الغنائية الجزائرية على غرار الغناء الشاوي والصحراوي مقارنة بحضور الأغنية السطايفية والقبائلية والنايلية. وكان تنوّع الأغنية الجزائرية محلّ تنويه من بعض الفنانين العرب الذين تألّقوا على مسرح جميلة خلال هذه الطبعة ومنهم فارس الغناء العربي عاصي الحلاني الذي أدى بالمناسبة أغنية ''عبد القادر يا بوعلام'' حظيت بتجاوب كبير، إلى جانب نجم الأغنية الفلكلورية السورية علي الديك الذي دعا إلى اهتمام أكبر.