انتهزت ''المساء'' فرصة تواجد مواطنين من تيارت بالعاصمة، في إطار مهرجان التراث التيارتي الذي احتضنته ساحة كيتاني مؤخرا، من اجل الاطلاع على الطريقة التي يقضي من خلالها التيارتي عطلته الصفية، وما الأماكن السياحية التي تتحول الى قبلة يقصدها التيارتيون للترفيه والترويح عن أنفسهم، فحدثنا حول هذا السيد طاهر عدة حرفي، حيث قال بأن ولاية تيارت في العطلة الصيفية تعرف بكثرة المساحات الغابية التي تقصدها العائلات التيارتية، بحثا عن الهواء العليل وللهروب من حر المدينة وصخبها، ولعل من بين أشهر الأماكن ''واد مينة'' وهو واد تحيط به الغابة تختاره العائلات التيارتية من اجل السباحة.. وهناك المكان المسمى ''لجدار'' الذي يضم بعض الآثار والقبور الرومانية تقصده العائلات في آخر النهار بعد انخفاض درجات الحرارة للتجول بين الآثار، اذ يحس الزائر عند تأمل هذه الآثار وكان الزمن يعود به الى تلك الحقب التاريخية الغابرة دون ان ننسى أهم قبلة للتيارتيين، وهو مركز تربية الخيول ''شوشاوة'' الذي يتربع على مساحة غابية كبيرة اذ يعد اكبر مركز لتربية الخيول بإفريقيا، فإلى جانب التمتع بمناظر الأشجار الوفيرة حيث يعتبر الأطفال الغابة المكان المناسب لهم للعب والركض، تصنع كذلك الخيول التي تتجول في المركز فرجة للزوار وتعد كذلك فرصة لمن يرغب في تعلم الفروسية، ناهيك عن أنه يحوي أنواعا هائلة من النباتات الطبية الى جانب بحيرة ساحرة تتوسط المركز، وهو ما يدفع السكان المحليين إلى المواظبة على زيارتها بشغف والتمتع بطبيعة عذراء وبرية وهواء نقي. ويعد وسط مدينة تيارت يضيف المتحدث مكانا محببا للمواطن بتيارت، اذ يضم نافورة من العهد التركي تأخذ شكل لبوءة يخرج من فمها الماء، تحب بعض العائلات الجلوس على حوافها لالتقاط الصور، وعموما يلتف حول هذه النافورة السياح الأجانب. من جهتها، السيدة رقية عدة حرفية، حدثتنا عن بعض الأماكن التي تحب ان تقصدها العائلات التيارتية في العطل الصيفية، وهي الحمامات، وتذكر من بين الحمامات المعروفة بالمنطقة ''حمام سيدي الحاج''، اذ تقول بأن مياهه مباركة تخرج من تحت الأرض وتشتم بها رائحة البيض، وهذا الحمام يشبه الى حد كبير الحمامات المعدنية، اذ يحس المرء فيه براحة كبيرة، لذا يؤخذ الأطفال إلى هناك، كما يقصده الأشخاص المرضى من أجل تجديد طاقاتهم. وأما السيد هبري احمد حرفي في صناعة السروج، فكشف لنا عن أماكن أخرى يحب الشباب التيارتي قضاء وقتهم فيها، وهي السدود، حيث يقول بأنها فضاءات محببة للتيارتيين يذهبون اليها من اجل الصيد والسباحة، الى جانب القيام بزيارات الى الأولياء الصالحين، ومن بينهم »سيدي منصور« و»سيدي صحراوي« و»سيدي خالد«. اما بالنسبة للاماكن الأثرية التي تميل إليها بعض العائلات التيارتية، غهناك مغارة ابن خلدون وهي المغارة التي كتب فيها رائد علم الاجتماع الحديث جزءا من رائعته في فلسفة التاريخ ''المقدمة''، وتقع المغارة بقرية بني سلامة العتيقة دون أن ننسى منطقة تاقدمت التي تضم بعض مخلفات حمام الأمير عبد القادر.