رغم الأمطار التي عرفتها ولاية تيارت خلال فصل الشتاء، والتي في مجملها أنعشت سدود الولاية وساهمت بشكل كبير في رفع منسوب مياهه، إذ تعتبر في حد ذاتها نعمة إلاهية أنعم الله بها علينا بعد سنوات طوال من الجفاف، إذ بلغ منسوب سدود الولاية حدوده القصوى وصار يتدفق من أعلى السد، وهو ما جعله قبلة للسياح والشباب الباحث عن الراحة والاستجمام. وخاصة منهم العائلات التيارتية، إذ أن الملهى الوحيد المتواجد بأعالي مدينة تيارت لا يفي بالشروط التي تسمح للعائلات بالاستجمام والراحة كونه يقع بالقرب من الغابة، مع انعدام الأمن فيه، وهو ما يشكّل تهديدا لأمن العائلات، إذ يلجأ العديد منهم إلى سدود الولاية والتجمعات المائية الكبيرة من أجل الترويح عن النفس. وبالرغم من التعليمات التي أقرتها الولاية بضرورة عدم السماح للأطفال بالتوجه إلى السدود، إلا أن المراهقين يغامرون بحياتهم ويرمون بأنفسهم داخل السد من أجل السباحة، وهو ما يعرّض حياتهم للخطر نظرا للأوحال المتواجدة في قاع المياه، في غياب حراس لهذه التجمعات المائية. سد الدحموني إلتهم طفلا وشيخا في ظرف أسبوعين عثر بنهر واصل الذي يصب مباشرة في سد الدحموني علي شيخ يدعى (بوعودة)، يعاني من ارتعاش في جسمه بسبب كبر سنه، جثة هامدة تطفو فوق سطح الماء في حالة يرثى لها، وهذا بعد أن كان يجوب بجانب النهر ليتعثر ويسقط بداخله. وليس ببعيد أيضا عن مكان الحادثة، لقي طفل يبلغ من العمر 16 سنة حتفه مباشرة بعد دخوله الماء بنفس النهر ليغرق مباشرة، أين تدخلت مصالح الحماية المدنية لانتشال جثته وتمت بعد صعوبة كبيرة نظرا للأوحال المتواجدة في قاع النهر والتي تصل أحيانا إلى أكثر من أربعة أمتار. ... والحاجز المائي ببلدية الرحوية يلتهم شابا يرعى غنمه بالقرب من الحاجز المائي بسبب شدة الحرارة، أراد شاب يبلغ من العمر 15 سنة السباحة بالمجمع المائي، لكن القدر أراد أن يعثر عليه وهو جثة هامدة تطفو فوق سطح الماء، لتتدخل مصالح الحماية لانتشاله، لكن بصعوبة كبيرة دامت لساعات بسبب الأوحال. وبين هذا وذاك، تبقى سدود ولاية تيارت، وخاصة المناطق النائية بها، تحصد العديد من أرواح الشباب بسبب قلة مراكز السباحة المحروسة والمتواجدة فقط بعاصمة الولاية تيارت، لكن شباب الولاية لطالما يعانون من دخولها بسبب محدودية دخل أوليائهم، إذ تبلغ قيمة السباحة بالمسبح النصف أولمبي حوالي 100 دج، وحتى بالمسابح المغطاة، ليجد شباب الولاية المتنفس الوحيد بالمجمعات المائية والسدود. حاول إنقاذ أخيه فلقي مصرعه رفقة شقيقه لقي شقيقان حتفهما بالمجمع المائي لواد الطلبة بولاية تيارت حين كان الشقيق الأكبر يسبح بالمجمع المائي، ليعلق بالأوحال ويبدأ في الصراخ طلبا للنجدة، ولم يجد أخوه الأصغر منه إلا لمحاولة إنقاذه، ليعلق الاثنان معا وما هي إلا لحظات حتى اختفيا عن الأنظار بسبب حركتهما الكثيفة وغوصهما في قاع المجمع بين الأوحال، لتسارع فرقة الحماية المدنية بالتدخل وانتشال الجثتين. وآخر يلقى حتفه ببلدية الرشايقة قد تختلف هذه الحالة والتي راح ضحيتها شاب في مقتبل العمر، إثر سقوطه في بئر عميق يبلغ عمقه 34 مترا. الحادثة هاته وقعت عندما أراد هذا الشاب المساهمة رفقة جيرانه في إخماد أحد الحرائق الذي شب في المحصول الزراعي بنفس البلدية، لكنه انزلق إلى أسفله، علما أن والده لقي نفس المصير منذ سنة تقريبا في هذا البئر "الملعون".