انطلقت مؤخرا حملة كبيرة لتطهير وتنظيف وسط العاصمة يشارك فيها بقوة عدد من لجان الأحياء، التي ارتأت بلدية الجزائر الوسطى إقحامها لإشراك المجتمع المدني في هذه المبادرة التي ستدوم تسعة أيام كاملة، يقوم خلالها شباب الأحياء بتنظيف ورفع النفايات المتراكمة بالأحياء من خلال الاستعانة بوسائل العمل الخاصة بالسلطات المحلية. المبادرة التي سخرت جميع الوسائل لإنجاحها، ستمس أحياء عدد من البلدية التي تعاني من التلوث البيئي، وحسب ما أكده نائب رئيس بلدية الجزائر الوسطى المكلف بالبيئة والمحيط، فإن انطلاق عملية تنظيف محيط الأحياء السكنية هي حملة استدراكية مخصصة للبنايات المتواجدة بقلب العاصمة. مشيرا إلى أن مشاركة المجتمع المدني في مثل هذه المبادرات يعد أمرا مهما، وهو ما دفع بمصالح البلدية إلى تشجيع شباب الأحياء على المشاركة تحت غطاء لجان الحي في عملية تطهير المكان الذي يقضون فيه اغلب أوقاتهم، وهي المساحات القريبة من محيطهم السكني والتي تعاني من الإهمال، ومن بين اللجان الذي أكدت مشاركتها في العملية، أشار المتحدث إلى لجان كل من أحياء ذبيح شريف والعربي بن مهيدي. من جهة أخرى، دعت مصالح بلدية الجزائر الوسطى، سكان الأحياء المعنية بحملة التطهير والتنظيف، إلى المساهمة في المبادرة من خلال الخروج للتنظيف قرب منازلهم ومداخل العمارات، مع مطالبتهم باحترام مواعيد إخراج النفايات المحددة من طرف مؤسسة رفع النفايات المنزلية (نات كوم) من الثامنة إلى العاشرة مساء، حيث تم نشر وإلصاق منشورات عند مدخل كل عمارات الأحياء المذكورة، على أن تكون عمليات التنظيف في ساعات متأخرة من النهار حتى لا يتم تعطيل حركة المرور بقلب العاصمة. من جهتها، قررت لجان الأحياء إشراك الشباب في نهاية الأسبوع لتنظيف ورفع كل النفايات والردوم من أمام العمارات والشوارع الرئيسية، وهو ما يتزامن مع العملية الكبرى التي أطلقتها سلطات الجزائر لصيانة وترميم واجهات البنايات والمحلات. وتأتي هذه المبادرة التي سبقتها مبادرات في الماضي القريب لتنظيف وتطهير العاصمة، في الوقت الذي تحول فيه اسم ''الجزائرالبيضاء '' إلى النقيض، جراء التلوث البيئي الكبير الذي تراكم من سنة إلى أخرى بسبب ارتفاع عدد رواد العاصمة من جهة، وعدم احترام نظافة المحيط من طرف عدد من المواطنين الذي استغلوا الشوارع ومداخل العمارات كمفرغات عشوائية لمختلف أنواع فضلاتهم، وهو ما يؤكد مرة أخرى غياب الحس المدني واحترام البيئة لدى العاصميين بشكل عام، واعتماد سياسة اللامبالاة التي لا تخدم البلاد والعباد.