لم تتغير طباع بعض السائقين سلوكياتهم الطائشة والعشوائية خلال هذا الشهر الفضيل الذي يبقى يسجل مآسي وآلام العائلات بسبب جملة الحوادث المأساوية التي تقف عندها مصالح الحماية المدنية.. فالسرعة المفرطة، القلق، النعاس الشديد والنوم على مقود السيارات..مظاهر أدت إلى تسجيل 19 حادثا مروريا قاتلا في ظرف خمسة أيام فقط خلفت 18 قتيلا وإصابة 55 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة منذ بداية شهر رمضان. وحسب حصيلة للمديرية العامة للحماية المدنية خاصة بشهر رمضان فإن السمة الغالبة للحوادث المسجلة هي حوادث المرور وإرهاب الطرقات الذي وللأسف حصد العديد من الأرواح قارب عددها عدد الحوادث المسجلة تقريبا حيث تم إحصاء 19 حادثا مروريا قاتلا عبر العديد من ولايات الوطن خلفت 18 قتيلا وهذا في ظرف زمني قياسي لم يتعدى الخمسة أيام الأولى من رمضان أي من 12 إلى 15 أوت الجاري فيما تم تسجيل إصابة 55 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة تم نقلهم إلى المستشفيات المجاورة. وقد كان اليوم الثاني من رمضان الأكثر مأساويا وهو الذي تزامن مع عطلة نهاية الأسبوع، حيث توجه العديد من الجزائريين نحو مناطق عدة من ولايات الوطن أو إلى ديارهم لقضاء أولى أيام شهر الصيام مع الأهل والأقارب الأمر الذي تسبب في زحمة مرورية وتسارع السائقين في الطرقات وهو ما تسبب في تسجيل حوادث مرورية كانت السرعة المفرطة من جهة والبطء الشديد أحد مسبباتها الرئيسية. وسجلت أكبر حصيلة في اليوم الثاني من رمضان حيث تم إحصاء 9 حوادث مرور خلفت ثماني وفيات و35 جريحا بولاية بسكرة خاصة، كما تسببت التقلبات الجوية التي شهدتها بعض مناطق الوطن في بعض الحوادث المرورية وغيرها، مما نجم عنها بعض الخسائر المادية. وتبقى الطرقات هي المسرح الكبير لحالات الموت المسجلة عبر الحوادث المرورية في رمضان التي وللأسف لم تعد السرعة المفرطة هي المتسبب الرئيسي لها بل على النقيض منها أضحت حالات السير البطيء والتي لا تتماشى ومنطق السير عبر الطرق السريعة إحدى المسببات فيها كذلك حيث يلجأ الصائم إلى قضاء وقته عبر القيادة المتأنية بالطرق السريعة وخفضها إلى ما دون 30 كلم في الساعة مع القيادة في الخطوط الوسطى وهو ما يتسبب في إثارة السائقين الآخرين ودفعهم إلى النرفزة والتوتر وبالتالي تسجيل تجاوزات وحوادث. وتشير الأرقام والتقارير التي تكشف عنها سنويا مصالح الحماية المدنية إلى ارتفاع محسوس في عدد الحوادث المسجلة في رمضان وتنوعها غير أنها تتوزع على ثلاث فترات محددة بدايتها بالنهار ثم قبيل الإفطار ومباشرة بعده حيث يتم تسجيل ارتفاع في حوادث المرور خلال فترة الصبيحة عندما يتوجه المواطنون نحو عملهم والنعاس يدغدغ جفونهم متسببا في حوادث متعددة أو ان الخوف من التأخر في الالتحاق بالعمل بسبب السهر المفرط وعدم الاستيقاظ في الوقت اللازم الأمر الذي يدفع إلى الاستعجال في السياقة وبالتالي التسبب في حوادث خطيرة. كما أن كثرة الاستعجال للالتحاق بمنازلهم قبل موعد الإفطار بما يطبع ذلك من نرفزة وتوتر الأعصاب يدخل السائقين في سباق مع الزمن وصراع مع الطرف الآخر لتكون النتيجة مأساوية في كثير من الأحيان، حيث يصف أعوان الحماية المدنية هذا التوقيت بالذروة لعدد الحوادث المسجلة فيه ولخطورتها أيضا والتي غالبا ما تكون مميتة أما بعد الإفطار فحدث ولا حرج فالعديد من المواطنين يصابون بالتخمة ويتعرضون إلى أزمات معدية وانتفاخ القولون وإلى التسممات وارتفاع الضغط والسكري وغيرها من الحالات التي تستمر إلى ساعات متقدمة من الليل لتقضي بذلك على السهرات الرمضانية لأعوان الحماية المدنية المليئة بالاثارة والتعب.