دعا رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أول أمس إلى ضرورة تثمين التجربة التي اكتسبها عمال وإطارات قطاع الأشغال العمومية من أجل تعزيز أدوات الدراسات والإنجاز الوطنية، مؤكدا في هذا الصدد أهمية مرافقة البرنامج الضخم للقطاع، بتطوير أداء المؤسسات الوطنية واستغلال التكنولوجيات الحديثة، وتحسين تأهيل الموارد البشرية من خلال التكوين. وأشار الرئيس بوتفليقة خلال الاجتماع التقييمي المصغر الذي خصصه لقطاع الأشغال العمومية إلى أن مرافقة البرنامج الهام للقطاع بأعمال مرتبطة بتطوير اليقظة التكنولوجية وتوطيد الأداة الوطنية، يضمن بروز قدرات جديدة للدراسات والانجازات الناجعة، ملحا في المقابل على ضرورة اهتمام القطاع بتحديث تنظيم خدمات صيانة الطرقات، من اجل التكفل بالتطور الهام الذي تعرفه شبكة الطرق الوطنية، وضمان الاستغلال الأمثل للوسائل الجبارة التي خصصت لصيانتها والحفاظ عليها. كما شملت تعليمات رئيس الجمهورية لمسؤولي القطاع، التأكيد على ضرورة احترام آجال الانجاز، ونوعية المنشآت والتحكم في التكاليف، داعيا إلى تثمين التجربة التي اكتسبها عمال وإطارات القطاع، وتشجيع الأداة الوطنية للدراسات والانجاز وإشراكها بشكل أوسع في المشاريع، حتى يتسنى لها تحسين قدراتها ورفع مستوى خدماتها ومواكبة المعايير الدولية. وقد مكن تنفيذ استراتيجية قطاع الأشغال العمومية الممتدة إلى أفق سنة ,2030 والتي ترمي إلى الحفاظ على المنشآت القاعدية الموجودة وعصرنتها، وإنجاز مشاريع مهيكلة مرتبطة بالخيارات الكبرى لتهيئة الإقليم، بتسجيل نتائج معتبرة خلال البرنامج الخماسي 2005-,2009 حيث تم في هذا الإطار صيانة وتطوير ما يفوق 67389 كلم من الطرق عبر كامل التراب الوطني، منها 26092 كلم تم تطويرها وإنجازها و41277 تمت صيانتها. كما سلم القطاع خلال هذه الفترة عدة أجزاء من الشبكة الأولى للطرق السيارة بلغت في مجملها 1910 كلم، أبرزها في مشروعي الطريق السيار شرق-غرب والطريق الالتفافي الثاني للعاصمة، مع استكمال الطريق العابر للصحراء وتسليم الشطر الأخير الممتد من تمنراست إلى الحدود الجزائرية النيجيرية على مسافة 415 كلم، وكذا عصرنة المحاور المهيكلة للطرق الساحلية والمنافذ المؤدية للطريق السيار شمال- جنوب. وشهد القطاع أيضا إنجاز وصيانة 1250 منشأة فنية ووضع 87 ألف وحدة إشارة عمودية وأزيد من 80 ألف كلم من الإشارات الأفقية، إضافة إلى تثبيت المعالم على مستوى 2000 كلم من الأرضية في الجنوب الكبير، مما مكن من إزالة 300 نقطة سوداء من الاكتظاظ و221 نقطة كانت تسجل فيها حوادث مرور.أما في مجال دعم إمكانيات صيانة الطرق والمنشآت فقد تم خلال نفس الفترة بناء وتجهيز 500 دار للصيانة و15 حظيرة جهوية للعتاد وتزويدها ب554 وحدة للتدخل في حالات الطوارئ. وعرفت المنشآت البحرية والمطارية من جهتها تطورا ملحوظا بفضل إنجاز11 ميناء ومرفأ صيد، وتعزيز 21 منشأة مينائية وإعادة تأهيل 21 أرضية مطار. كما مكن تطبيق هذا البرنامج من إنشاء مناصب شغل جديدة وتعزيز أداة الإنتاج الوطنية باستحداث 3500 مؤسسة انجاز جديدة و400 مكتب دراسات.وينتظر أن تتعزز هذه النتائج بمكاسب جديدة مع تنفيذ البرنامج الخماسي الجديد 2010-,2014 الذي تم الانطلاق في العديد من عملياته، وهو يشمل بالأساس إنجاز وعصرنة وصيانة 18100 كلم من الطرق و1200 منشأة فنية وكذا بناء 108 دار صيانة جديدة، علاوة على تجسيد 56 مشروعا في مجال دعم وتطوير المنشآت القاعدية البحرية، و30 مشروعا في مجال عصرنة وتطوير منشآت المطارات. ومما لا شك فيه أن هذا البرنامج الضخم الذي يسهر على تجسيده قطاع الأشغال العمومية في إطار البرنامج الخماسي الجديد، سيعمل بشكل كبير على تحسين ظروف التنقل وتعزيز الطاقات الوطنية للإنجاز والهندسة، فضلا عن استحداث مناصب شغل جديدة يرتقب أن تصل إلى نحو 700 ألف منصب شغل، موزعة بين المشاريع والإنجازات المكتملة، وفي مقدمتها الطريق السيار شرق غرب الذي سيتم الشروع في تجهيزه خلال هذه المرحلة.