تستقبل المرأة الأدرارية شهر رمضان كغيرها من النساء بتحضير جميع اللوازم التي تدخل في إعداد طبق رمضان الرئيسي، وهو الحريرة، إذ تقوم بشراء التوابل كالعود الأبيض والأسود والكمون، كما تعمل على تجفيف بعض الخضروات مثل الطماطم التي تدخل في إعداد أغلب الأطباق الرمضانية، وتعد أيضا ما يسمى ''الزر'' والذي يسمى في بعض مناطق الجنوب ''بالزامبو'' وهو عبارة عن طحين تستخرجه النسوة من القمح، ويعد أساسيا في تحضير طبق الحريرة. وحول العادات والتقاليد التي تميز مدينة أدرار حدثنا السيد عبد الرحمان بوكريمة أستاذ ثانوي بولاية أدرار قائلا ''إن مائدة الإفطار الادرارية تعرف بطبق الحريرة الذي يحضر ''بالزر'' حيث تقتضي العادات بأدرار أن يتناول الصائمون هذا الطبق مباشرة بعد الانتهاء من أداء صلاة المغرب، ويكون مصحوبا بأكواب الشاي المحضرة على الفحم، بعدها يتوجه كل أفراد الأسرة نساء ورجالا وحتى الأطفال الى المسجد لأداء صلاتي العشاء والتراويح، بعدها يعودون أدراجهم الى بيوتهم لتناول وجبة العشاء التي تعتمد أساسا على طبق الشوربة المعد من البقوليات الجافة والمرفقة بالخبز المحلي، مثل خبز ''القلا'' أو خبز ''نور'' الخبز ''المبطن'' الذي يحضر بأنامل الادراريات من العجين والبصل، ويطبخ بالفرن التقليدي المنتشر في كل البيوت الادرارية. ويضيف المتحدث قائلا ''إلى جانب هذا تتفنن الأدراريات في إعداد الأطباق العصرية كطبق ''السفة'' الذي هو عبارة عن كسكسي يتم تناوله بالحليب أو المرق متبوعا بالشاي ويعد آخر طبق يتناوله الادراريون في وجبة العشاء''. وأثناء السهرة الرمضانية يعد الشاي سيد المائدة الادرارية ولهذا يحظى تحضيره بعناية كبيرة، إذ يتطلب ساعة من الزمن لأن الادراريين يحبون شرب الشاي المركز، أي الثقيل، وعلى العموم يعد الشاي الادراري في ثلاثة أباريق، بحيث يوضع الشاي والسكر والنعناع فيها على النار بعدها تجهز الكؤوس ليصب محتوى الإبريق الأول والثاني والثالث في جميع الكؤوس. وفيما يخص ليلة السابع والعشرين يرفع الادراريون شعارا واحدا وهو ''لا للنوم'' إذ يتفرغ الجميع للقيام بالأعمال الخيرية وقراءة القرآن وإخراج الصدقات، ولأن هذه الليلة تعد مباركة تقوم بعض العائلات بختان الأطفال في جو احتفالي يكون فيه الطفل مرتديا اللباس التقليدي الادراري المكون من البرنوس والعباءة والشاش وعند الانتهاء من عملية الختان تسقيه أمه كأس حليب وتطعمه حبة بيض.