تنفرد المدرسة الابتدائية "الشريف صاولي" ببسكرة حاليا بإحداث ورشة للصناعة التقليدية تستقطب العديد من التلاميذ أثناء أوقات الفراغ وتحظى بترحيب الأسرة التربوية·وحسب مديرة المؤسسة السيدة نوارة بليوز فإن هذه التجربة مستوحاة من خلال ملاحظاتها اليومية من داخل مكتبها لبعض الأطفال القاطنين في محيط المدرسة أثناء اللعب في الشارع وهم منهمكون في خياطة قطع من القماش لتجهيز عرائس خشبية وتشكيل أواني منزلية من الطين واندماج تلاميذ من المدرسة في هذا النشاط· وأضافت بأن رصدها لمدى الاهتمام الذي يوليه هؤلاء التلاميذ لهذا النشاط القريب من عالم الصناعة التقليدية والذي ينسجم مع مادة الأشغال اليدوية بالمؤسسة كان مصدر إلهام لها بأن تقوم بعملية نقل هذا الفعل من العالم الخارجي ، وتحويله الى داخل المدرسة· وأثمرت الفكرة وفق نفس المتحدثة عن ميلاد ورشة يمارس فيها التلاميذ ذووا الرغبة هواياتهم المفضلة في منأى عن سلبيات الشارع مضيفة بأن أهداف هذا الفضاء تكمن أساسا في غرس تقاليد في أذهان التلاميذ كونها تساهم في حماية التراث المحلي· وتزخر الورشة بمجموعة من المنجزات كالمهراس والجفنة، ووسائل الأكل، وطواقم القهوة والشاي والحليب ، ونماذج من أدوات الزينة لدى المرأة الزيبانية والألبسة والأحذية للجنسين، في حين يعكف التلاميذ الآن على بناء مجسم لخريطة الجزائر والراية الوطنية· ويرى رئيس فيدرالية جمعيات أولياء التلاميذ السيد "قوبع" بأن هذه المبادرة الرائدة تتيح للتلميذ فرصة تنويع مداركه وصقل موهبته وتمكنه من إضفاء جو من الحيوية في أرجاء المدرسة، الى جانب تثمين مواد من التراث المادي بالمنطقة·ويعتقد الطاقم التربوي للمؤسسة أن الورشة مجال مفتوح أمام التلميذ للمزاوجة بين اللعب والتعلم وإشباع الرغبة في الترفيه والتخلص من الشحنات الزائدة للطاقة الكامنة داخل نفسيته ومساعدته على بلورة مواهبه وهواياته· وفي انطباع للتلميذة أمينة التي تنعت بأنها احدى "الفراشات" النشيطات بالورشة أكدت أنها تشعر بمتعة منقطعة النظير أثناء تواجدها رفقة زميلاتها بهذه الورشة، وتحرص على صناعة أواني جميلة ولا تتأخر في تزيين عرائسها بتشكيلات من الألبسة التقليدية وكانت ورشة الصناعة التقليدية بالمدرسة وراء نيل هذه الأخيرة جائزة تقديرية عقب مشاركتها في الصالون الوطني للصناعة التقليدية والفخار المنظّم بعاصمة الزيبان نهاية 2007· (و·أ·ج)