تعد سهرات رمضان فرصة للوهرانيين للتردد على محلات المثلجات والمقاهي ومختلف المساحات الخضراء قصد الاسترخاء من عناء يوم صيام شاق سمته الحرارة الزائدة، التي أثرت كثيرا على مجمل الصائمين، مما يجعلهم جميعا يبحثون عن قسط من الراحة في هذه الأماكن المنعشة، لاسيما وأنها على مقربة من البحر، وبالضبط بشارع واجهة البحرالغني عن التعريف في وسط مدينة وهران. فهو الشارع الذي يفضله جل الوهرانيين وزوار الباهية ''الزاهية'' ممن يتوفرون على وسائل التنقل، خاصة وأن هذا الشارع يمتد على طول 9 كلم بداية من مسرح الهواء الطلق ''حسني شقرون'' بوسط المدينة إلى غاية كاناستيل مرورا بالمسالك الدائرية، التي تعج بالزوار على مستوى فندق ''شيراطون'' و''إقامة الباهية'' بحي الصديقية إلى مركز الاتفاقيات بوهران الذي يحظى بزيارات ليلية دائمة والشوارع الجميلة المحيطة به منذ تدشينه واحتضانه للندوة الدولية للطاقة، كون المنطقة جميلة جدا بعدما أبدع المصممون في تهيئتها. وفي الوقت الذي تكثر فيه طلبات الزبائن على مختلف أنواع المرطبات لايجد النوادل أي حرج في الاستجابة للطلبات والنزول عند الرغبات الكثيرة، عملا بضرورة وجوب تقديم الخدمة مرفوقة بالابتسامة الطيبة وبالدعاء بالخير كدليل على حسن المعاملة، أملا في العودة ورؤية الزبون مرة أخرى. وفي هذا الإطار، يؤكد الحاج شريف من حي ابن سينا الشعبي أن الأجواء الرمضانية تغيرت كثيرا مقارنة بالماضي، الذي كانت فيه الزيارات العائلية بعد الإفطار وصلاة التراويح من الأمور المقدسة، التي لانقاش فيها وهو الأمر الذي يؤكده الحاج سليمان البريفي الذي يحضر نفسه لأداء مناسك العمرة وإتمام صيام هذا الشهر ما بين مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة، حيث وجدناه يرتشف كأسا من الشاي رفقة بعض الزملاء الذين كانوا يمضون وقتهم في لعبة الدومينو والشطرنج. أما بالنسبة للنساء فإن شهر رمضان هو المناسبة الوحيدة التي يجب اغتنامها لتوطيد أواصر المحبة، وتمتينها ما بين مختلف أفراد العائلة الكبيرة، حيث يسمح لأفراد العائلة وكذا البنات المتزوجات بالالتقاء في الدار الكبيرة أي منزل الوالدين. أما عن العادات الرمضانية الأخرى الخاصة بشراء المستلزمات والحاجيات، يؤكد الحاج بن علي عبد القادر صاحب ال84 سنة أنه وغيره من المسنين متعودون على شراء المرطبات والحلويات من نفس المحل منذ أكثر من نصف قرن، سواء على مستوى الطحطاحة بحي المدينةالجديدة أو بمحل الزلابيا المعروف في حي الدرب نظرا لميزته وخصوصيته. ومن جانب آخر، لاحظنا العديد من العائلات المصطحبة لأبنائها متوجهة إلى السواحل الغربية لعين الترك، قصد قضاء أوقات مسلية على الشاطئ هروبا من حرارة البيوت، لاسيما في الأيام الاخيرة التي ارتفعت فيها الحرارة لدرجات قصوى.