سيواجه لاعبو الفريق الوطني غدا بملعب مصطفى تشاكر تحديا كبيرا عندما يلتقون المنتخب التانزاني لحساب الجولة الأولى من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2012 والخاصة بالمجموعة الثالثة، فهم مطالبون بتحقيق انطلاقة موفقة في هذه التصفيات وتأكيد بالتالي سمعتهم الدولية بعد مشاركتهم الأخيرة في كأس العالم مثلما أكد ذلك المدرب رابح سعدان، الذي اجتمع أمس مع زملاء زياني وقال لهم بالحرف الواحد: ''لا تخيبوا ظن من يثقون في إمكانياتكم، فأنتم مطالبون في المباراة ضد تانزانيا بتأكيد المركز العالمي الذي تحتلونه في ترتيب الفيفا ولا مناص من تحقيق الفوز في أول خرجة دولية لكم بعد مونديال جنوب إفريقيا''. ولا شك أن تحذير سعدان مرده تخوف هذا الأخير من وقوع عناصره في مغبة الإستهزاء بالمنافس التانزاني حيث أعطى، على خلاف المواعيد الفارطة، أهمية كبيرة للجانب البسيكولوجي لكي تكون عناصره في أحسن استعداد معنوي لخوض هذه المواجهة، وقال لهم بالحرف الواحد: ''المنتخب الوطني محظوظ لكونه يلعب المباراة الأولى من هذه التصفيات بعقر داره، ولا بد من استغلال هذه الأفضلية بتسجيل انتصار يفتح شهيتكم ويعطيكم المزيد من القوة والشجاعة في ما تبقى من عمر التصفيات''. وأكدت مصادر قريبة من الفريق الوطني أن سعدان يبدي قلقا كبيرا من الحالة البدنية للاعبيه لاسيما الذين لم يشاركوا في أية مباراة خلال الفترات الأخيرة، وهو ما جعله يجتهد كثيرا لوضع الإستراتيجية التي يريد اعتمادها في اللقاء ضد تانزانيا رغم أن أغلبية العناصر الدولية المدعوة لهذا الموعد تحاول الظهور في أحسن حالتها المعنوية والبدنية خلال الحصص التدريبية التي تجري في أجواء مريحة حيث يحن ''الخضر'' لمعاودة اللعب بمصطفى تشاكر وملاقاة جمهورهم العريض، ويعد ذلك حافزا معنويا قويا لهم بعد الإخفاق الأخير الذي سجلوه ضد الغابون بملعب 5 جويلية. وتختلف الآراء حول النسيج التكتيكي الذي يفكر فيه سعدان لخوض مواجهة يوم غد، لكن يتفق الجميع على أن المسؤول الأول عن العارضة الفنية للخضر مجبر على إعطاء الأولوية للهجوم، فهو يسعى إلى تفادي انتقادات الجمهور الذي أعاب عليه حذره المفرط وعدم الإهتمام بالهجوم وأصبح يدرك أكثر من أي وقت مضى أن التعثر في هذا الموعد سيرهن مستقبله مع الخضر بل لن يجد من يدافع عن اختياراته. ولا شك أن سعدان سيكون مجبرا على تطليق خطة 3-5-2 التي بنى عليها إستراتيجيته في دورتي كأسي العالم وأمم إفريقيا واستبدالها بأخرى تتسم بالنجاعة في الهجوم وهي 4-3-3 التي تعد الأقرب إلى رغبة الطاقم الفني في تقوية فرص تحقيق الإنتصار على التانزانيين لاسيما في ظل تواجد أربعة لاعبين يتميزون بالنزعة الهجومية وهم بودبوز ومطمور وغزال وجبور، ويقول مساعد المدرب زهير جلول في هذا الشأن: ''لدينا عدة حلول وسنختار الخطة المناسبة للحالة البدنية التي يتواجد فيها اللاعبون. لكن كل شيء سيتحدد في الحصة التدريبية الأخيرة التي سنجريها يوم الخميس بالبليدة في توقيت المباراة، عندها سنعرف بدقة استعدادات كل لاعب وجاهزيته للمشاركة في المواجهة ضد تانزانيا''. وعن المنافس التانزاني استطرد جلول قائلا: ''تملك تانزانيا مجموعة جيدة شاهدناها في التصفيات الأخيرة ضد مصر وكوت ديفوار، وهذا ما سيرغمنا على عدم استصغار هذا المنافس. لكن لا يجب خوض المباراة بارتباك، بل يتعين على لاعبينا التحرر خلال المباراة التي تعد نتيجتها هامة جدا في ما تبقى من عمر التصفيات''.