تعد منطقة كريشتل الساحلية التي تبعد عن مدينة وهران بنحو 30 كلم شرقا آية في الجمال، حيث تحولت إلى مقصد العديد من سكان الولاية وحتى زوارها ممن يبحثون عن أوقات للاستجمام والراحة، وهذا ما لاحظناه بالمنطقة التي تزخر بثروات سياحية تزاوج فيها سحر الساحل بغابة وافرة الظلال. تعرف ''عين الفرارنين، كريشتل وغيرها من المناطق السياحية بوهران توافدا منقطع النظير للعائلات، حتى خلال الشهر الكريم في سابقة تعتبر الأولى من نوعها بسبب موجة الحر التي مست الجهة الغربية، وتكفي جولة واحدة بشواطئ هذه المناطق ليقف المشاهد على الحركة التي يصنعها الكم الهائل من المصطافين.. أما مع نهاية الأسبوع فحدث ولا حرج، حيث يتضاعف عدد الوافدين إلى درجة عرقلة حركة المرور، لاسيما وأن الطريق المؤدي إلى منطقة كريشتل مرورا بعين الفرانين ضيق وصعب. الكلام عن المكان وروعته ولّد فينا حب اكتشافه، فكانت أول محطة لنا منطقة عين الفرانين التي نزلنا بشاطئها، حيث أدهشتنا تلك الأوساخ المنتشرة به، وكذا المسلك الوحيد الذي يؤدي إلى البحر كونه عبارة عن سلالم متهرئة، الأمر الذي يدفع الزوار إلى المرور بجانبه، مما جعلنا نتساءل عن دور البلدية التي لم تكترث لانعدام النظافة ومظاهر التهيئة بهذا المكان، ومع ذلك صادفنا به جموعا غفيرة من عشاق البحر منتشرين على طول الشاطئ، منهم من يجتمع على لعبة ''الدومينو'' وآخرون يتصفحون الجرائد تحت الشمسيات، فيما انتهز الأطفال الفرصة لدخول البحر والاستمتاع به. وعلى بعد أمتار من شاطئ عين الفرانين تجد فئة أخرى من المواطنين ممن قصدوا العين الحامية، حيث يوجد حمام معدني متواضع، لكن له زبائنه الذين يرغبون في أخذ حمام ساخن بمياه معدنية، حيث يقال حسب من تحدثنا إليهم إن لماء تلك العين فوائد عديدة، أهمها التخلص نهائيا من الأمراض الجلدية. وعلى بعد أمتار من شاطئ عين فرانين تجد السوق اليومية للخضر والفواكه، فلا يمكن لزائر المنطقة أن يتجاهل هذه السوق، فرغم صغرها إلا أنها تستقطب أعدادا هائلة من المتسوقين وتبدأ من أعلى الطريق وبمنحدر صغير بطريق معبد، حيث يتوزع الباعة الصغار من أطفال المنطقة وفتيانها من كلا الجنسين لعرض منتوجاتهم المحلية المتمثلة غالبا في الخضروات والفواكه الموسمية، فتجد التين والعنب البطاطا والخس إلى جانب السبانخ. فيما يفضل بعض الباعة عرض أنواع شهية من خبز الدار كالمطلوع والكسرة والخبز الذي تم طهيه بالفرن التقليدي المصنوع بالتربة والطين. وغير بعيد عن عين فرانين تتراءى لك منطقة كريشتل الساحلية ولعل أبرز ما يميزها شاطئها الصخري الجميل، والذي يمكنك الوصول إليه عبر ممر سهل العبور.. الشاطئ يسمى عند سكان كريشتل بشاطئ فرونسي.. وجدنا به عددا كبيرا من العائلات التي جاءت للاستجمام، حتى أن بعض المغتربين ذهلوا لجمال هذا الشاطئ وعبروا لنا عن سعادتهم لتواجدهم به. كما أن جولتنا بمنطقة كريشتل جعلتنا نقف على جانب آخر من السياحة، فبعيدا عن البحر والشواطئ الجميلة تزخر المنطقة بثروة غابية على بعد أقل من كيلومتر واحد عن كريشتل، مما يجعلها تتميز بالهواء العليل والظلال الوافرة، ناهيك عن الرياضيين الذين بإمكانهم إجراء تدريباتهم بالهواء الطلق في هذا المرتفع، لكن المؤسف أن الطريق المؤدية إلى الغابة مهترئة للغاية وتحتاج إلى اهتمام السلطات المحلية التي بإمكانها تحويل المنطقة إلى قطب سياحي يضاهي أي قطب سياحي آخر في العالم.